تشهد معدلات التطعيم ضد الأمراض الطفولية مثل الحصبة وشلل الأطفال انخفاضًا ملحوظًا منذ قبل جائحة كوفيد-19. فهل يعود السبب في ذلك إلى نقص الوصول أو فقدان الثقة في العلم؟ في هذه المقالة سنتناول هذا الموضوع بالتفصيل ونبحث في الأسباب المحتملة لتراجع معدلات التطعيم وما يجب علينا فعله لمواجهة هذا التحدي قبل حدوث تفشي للأمراض.
تأثير جائحة كوفيد-19 على معدلات التطعيم
شهدت جائحة كوفيد-19 ارتفاعًا كبيرًا في حركة رفض التطعيم. ولكن كانت معدلات التطعيم ضد الأمراض الطفولية تشهد تدهورًا قبل ذلك بكثير. بدأ الأمر مع انتشار معلومات زائفة عن تأثير اللقاحات على التوحد من قبل أشخاص مثل جيني مكارثي وروبرت إف. كينيدي جونيور، وتم تضخيم هذه المعلومات بعد ذلك لتصبح حركة منظمة الآن.
تأثير النقص في الوصول وفقدان الثقة في العلم
تسببت جائحة كوفيد-19 في انخفاض أكبر في عدد الأطفال الذين يحصلون على التطعيمات الروتينية، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بتلك الأمراض. وهذا أمر غير جيد بالتأكيد. فآخر ما نحتاجه هو تفشي جديد للحصبة أو السعال الديكي.
تأثير الأمراض الطفولية على الصحة
تسبب بعض الأمراض الطفولية مثل الحصبة وشلل الأطفال في إعاقات خطيرة أو حتى الوفاة. فهل تتذكرون شلل الأطفال؟ كان وقتًا مخيفًا، حيث كانت هناك أطفال يستخدمون العكازات وقصص رعب عن الرئتين الحديدية والناس يخشون الصيف لأنه كانت ذروة الحالات فيه. وأصبح جوناس سالك بطلًا كبيرًا بفضل لقاح شلل الأطفال في الخمسينيات.
تراجع معدلات التطعيم
تراجعت معدلات التطعيم ضد الأمراض الطفولية مثل الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والكزاز والدفتيريا. وذكرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في تقرير حديث أن معدلات التطعيم للأمراض الطفولية انخفضت من 95 في المائة إلى حوالي 93 في المائة على مستوى البلاد بين عامي 2019 و 2022. وكانت ولاية أيداهو لديها أدنى معدل تطعيم بنسبة تتجاوز 81 في المائة.
أهمية معدلات التطعيم
قد لا يبدو تغيير من 95 إلى 93 في المائة كبيرًا. ولكن بالنسبة لأمراض مثل الحصبة التي تنتشر بسرعة كبيرة، فإن ذلك أمر مهم. أي نسبة أقل من 95 في المائة يمكن أن تؤدي إلى تفشي للمرض.
تأثير جائحة كوفيد-19 على معدلات التطعيم
تفاقمت هذه الاتجاهات خلال جائحة كوفيد-19. حيث ارتفعت حالات الحصبة بنسبة تقدر بحوالي 18 في المائة عالميًا، وزادت الوفيات بنسبة 43 في المائة في عام 2022 مقارنة بعام 2021، وفقًا لتقرير حديث.
أسباب تراجع معدلات التطعيم
لمعرفة سبب تراجع معدلات التطعيم ضد الأمراض الطفولية، تحدثت مع جينيفر نوزو.
جينيفر نوزو: أنا جينيفر نوزو، مديرة مركز الجائحة وأستاذة علم الوبائيات في كلية الصحة العامة بجامعة براون.
تحدثت معها عن تراجع معدلات التطعيم على مستوى البلاد.
جينيفر نوزو: رؤية التراجع دون 95 في المائة مقلق للغاية. ولكن المشكلة ربما تكون أكبر من الإحصائية التي تشير إلى 93 في المائة، لأن ذلك هو متوسط على مستوى البلاد. لا يزال هناك أماكن في السكان يكون فيها التغطية منخفضة جدًا. ورأينا في الماضي حدوث تفشي في حالة وجود تغطية جيدة عمومًا في الولاية، ولكن التغطية منخفضة في إحدى المقاطعات مثلاً.
أسباب تراجع معدلات التطعيم
تعتقد جينيفر نوزو أن هناك عدة أسباب لتراجع معدلات التطعيم. وتعتقد أنه يجب إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة الأسباب الرئيسية لهذا التراجع في التغطية. ولكن أولاً وقبل كل شيء، كان هناك نقص في الرعاية الوقائية خلال الجائحة وتراجع التغطية للتطعيم ضد الحصبة والنكاف لم يحدث في جميع الفئات العمرية، مما يشير إلى أن بعض الأطفال لا يزالون يلتحقون بالتطعيم.
ببساطة، تأخر الأطفال في تلقي التطعيمات بسبب عدم زيارتهم للطبيب بنفس التردد أو عدم وجود وصول للرعاية الطبية. وتشير نوزو أيضًا إلى أنه لا يزال من الصعب على الآباء الحصول على تطعيمات أطفالهم بشكل عام. وتشير إلى أنه يجب أن يكون من الأسهل على الآباء الحصول على تطعيمات أطفالهم.
تأثير الشك في اللقاحات وانتشار المعلومات الخاطئة
لعب الشك في اللقاحات وانتشار المعلومات الخاطئة دورًا واضحًا في تراجع معدلات التطعيم. وتعتقد نوزو أن هناك هجومًا غير محمود على اللقاحات، وربما يشكل جزءًا متزايدًا من الجمهور الأمريكي يشكك في قيمة وسلامة اللقاحات الآن نتيجة للجائحة والكثير من المعلومات الخاطئة والمضللة التي تم تداولها.
التحديات المتعلقة بالتطعيم الإلزامي
توجد في كل ولاية في الولايات المتحدة قوانين تلزم الأطفال بأخذ التطعيمات للحصول على التعليم. ولكن هناك استثناءات أحيانًا لأسباب طبية. ولكن في السنوات الأخيرة، زاد عدد الآباء الذين حصلوا على إعفاءات من التطعيم لأطفالهم بناءً على أسباب دينية أو فلسفية.
وتشير الاستطلاعات إلى أن ثقة الأمريكيين في العلم انخفضت خلال الجائحة. ولكن الأخبار ليست سيئة تمامًا: أظهرت دراسة حديثة لمؤسسة بيو أن معظم الأمريكيين لا يزالون يرون اللقاحات الطفولية بصورة إيجابية بشكل عام. ولكن حوالي نصف الآباء الذين لديهم أطفال تحت سن الأربع سنوات يقولون إنهم يشعرون بالقلق من أن ليس كل اللقاحات الطفولية ضرورية.
تحديات التعامل مع المخاوف الحقيقية للآباء
سمعت الآباء يتحدثون عن هذا الموضوع. بطرق ما، أصبحت اللقاحات ضحية نجاحها الكبير. لا نرى الكثير من الأمراض الطفولية التي تمنعها اللقاحات، لذا توقف الناس عن القلق بشأن تلقيها. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت لقاحات كوفيد-19 موضوعًا سياسيًا، وانتقل ذلك إلى اللقاحات الأخرى أيضًا. ولكن نوزو، التي هي أم أيضًا، تشير إلى أن مقدمي الرعاية الصحية لم يقموا بعمل جيد في معالجة المخاوف الحقيقية للآباء.
جينيفر نوزو: أعتقد أن هناك العديد من الأسئلة التي لم نجب عليها بشكل مناسب أو كافٍ، مما ترك شكوكًا مستمرة في أذهان الآباء أو ساهم في زيادة الشكوك في أذهان الآباء. وهذا هو الأمر الذي يجب أن نتصدى له، لأنه إذا ترك لنفسه فقد يستمر في النمو والتزايد.
أهمية التركيز على مخاوف الآباء
بشكل عام، تقول نوزو إن هذا هو نداء يجب أن ننتبه إليه لمخاوف الآباء بشأن اللقاحات ومعالجتها قبل حدوث تفشي للأمراض.
جينيفر نوزو: يجب أن نأخذ هذا كإشارة مهمة ونبدأ في بناء البنية التحتية والثقة اللازمة لإعادة الناس إلى الجانب الذي يشعرون فيه بالامتنان الشديد للفوائد التي تقدمها اللقاحات.
تم إنتاج “صحتك بسرعة” من قبل توليكا بوس، جيف ديلفيسيو، كيلسو هاربر، كارين ليونغ، وبواسطتنا. تم تحريره بواسطة إيلة فيدير وأليكسا ليم. تم تأليف الموسيقى بواسطة دومينيك سميث.
تعتبر برنامجنا جزءًا من بودكاست “ساينس، بسرعة” التابع لمجلة ساينتفيك أميريكان. اشترك فيه في أي مكان تحصل فيه على بودكاستاتك. إذا أعجبك العرض، قيمه أو قدم مراجعة لنا!
إذا كان لديك موضوع ترغب في تغطيته، يمكنك مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني على [email protected].
لصحتك بسرعة، أنا تانيا لويس.
وأنا جوش فيشمان.
أراكم في المرة القادمة.
اترك تعليقاً