تهديد التعدين في أعماق البحار للقناديل البحرية، وفقًا لدراسة فريدة من نوعها

تشير دراسة فريدة من نوعها إلى أن الرواسب التي تتحرك بواسطة التعدين على قاع البحر يمكن أن تعطل استقلاب القناديل البحرية وتتسبب في إلحاق أضرار جسيمة بالحيوانات. يقول الباحثون إن جسيمات الرواسب التي تلتصق بأجسام القناديل وإنتاج كميات زائدة من المخاط يمكن أن يؤدي إلى إجهاد حاد للحيوانات. إذا تعرضت القناديل للرواسب لفترات طويلة، فقد يكون ذلك ضارًا بصحتها. يشير الباحثون أيضًا إلى أن القناديل المعرضة للرواسب تزداد معدلات التنفس لديها، مما يشير إلى أن الحيوانات تحتاج إلى مزيد من الطاقة مما هو معتاد. إذا كانت الكائنات الهلامية الأخرى في البحر العميق تستجيب بنفس الطريقة، فقد يؤدي التعدين التجاري على قاع البحر إلى تقليل التنوع البيولوجي وتهديد وظائف حيوية حاسمة للنظام البيئي مثل تخزين الكربون ودورة المواد الغذائية.

التعدين في قاع البحار وتأثيره على القناديل البحرية

تشير الدراسة الأولى لتأثيرات التعدين على الحيوانات التي تعيش في العمود المائي إلى أن التعدين على قاع البحر يمكن أن يؤثر سلبًا على القناديل البحرية في العمق. تشير الدراسة إلى أن الرواسب التي تتحرك من مواقع التعدين يمكن أن تنشط استجابات الإجهاد التي تسبب أضرارًا للقناديل البحرية.

التأثيرات المحتملة للتعدين على البيئة البحرية العميقة

يمكن أن يحصل التعدين التجاري على قاع البحر على الضوء الأخضر قريبًا لاستخراج المعادن مثل الكوبالت والمنغنيز؛ حيث يقول المؤيدون إنه ضروري لدعم صناعة بطاريات السيارات الكهربائية والإلكترونيات الأخرى. ولكن يحذر العلماء من أن القليل جدًا معروف عن تأثيراته المحتملة على النظم البيئية في البحار العميقة.

الدراسة الأولى لتأثيرات التعدين على القناديل البحرية

حتى الآن، كانت معظم الأبحاث عن التعدين تركز على تأثيراته على قاع البحر. وتقول باتريشيا إسكيتي جاروت، عالمة بحرية في جامعة أفيرو في البرتغال: “العمود المائي ليس مفهومًا جيدًا جدًا. لذلك، أي دراسات تأتي من هناك تعتبر ذهبية”.

تفاصيل الدراسة

قامت الدراسة، التي قادها فانيسا ستينفرز، عالمة بحرية في مركز جيومار هيلمهولتز لأبحاث المحيطات في كيل بألمانيا، بتحليل قنديل البحر العميق (Periphylla periphylla) الذي تم جمعه من عدة fjords نرويجية حيث يتجمع الحيوانات بانتظام. في خزانات الاختبار على متن سفينة البحوث، تعرضت 43 قنديلة بحرية لخمس تراكيز من الرواسب تمثل ما يمكن أن تواجهه الحيوانات في موقع التعدين، تتراوح من الصفر كضابط حتى 333 مليغرام في اللتر (مجم/لتر).

عند تركيزات الرواسب التي تزيد عن 17 مجم/لتر، أظهرت القناديل علامات الإجهاد الحاد. تلتصق جسيمات الرواسب بأجسام الحيوانات، وتنتج كميات زائدة من المخاط – وهو استجابة إجهاد شائعة للقناديل البحرية. في المتوسط، تغطي أكثر من 30% من أجسام الحيوانات بالمخاط بعد التعرض لأعلى تراكيز الرواسب لمدة 24 ساعة. إن إنتاج المخاط يستخدم الكثير من الطاقة، والأمر قد يكون ضارًا بصحة القناديل البحرية إذا تعرضت للرواسب لفترات طويلة، وفقًا للباحثين.

تقول ستينفرز: “الطعام في البحر العميق نادر جدًا. إذا لم يكن هناك طاقة إضافية تدخل، فقد يؤدي ذلك بالفعل إلى الجوع”. ووجدت هي وزملاؤها أيضًا أن القناديل البحرية زادت معدلات التنفس لديها بمعدلات أعلى من التراكيز الرواسب، مما يشير إلى أن الحيوانات تحتاج إلى مزيد من الطاقة مما هو معتاد. القناديل التي أنتجت كميات زائدة من المخاط أيضًا زادت عندها تعبير الجينات المتعلقة بأيض الطاقة وإصلاح الجروح والجهاز المناعي.

إذا كانت الكائنات الهلامية الأخرى في المحيط العميق تستجيب بنفس الطريقة، فقد يؤدي التعدين التجاري على قاع البحر إلى تقليل التنوع البيولوجي وتهديد وظائف حيوية حاسمة للنظام البيئي مثل تخزين الكربون ودورة المواد الغذائية.

المراجع: Stenvers, V. I. et al. Nature Commun. 14, 7352 (2023).

Source: https://www.nature.com/articles/d41586-023-03625-y