تخصصت شركة تقنيات التغذية، التي حصلت على تمويل بقيمة 28 مليون دولار، في إنتاج الأعلاف الحيوانية والأسمدة التي تحتوي على مكون بسيط وغريب: ذباب الجندي الأسود.
استغلال الفرصة في تكنولوجيا الزراعة
تعتبر الذباب والحشرات الأخرى عادة مصدرًا للأمراض والتعفن والموت. ومن وجهة نظر شركة تقنيات التغذية – وهي من ضمن قائمة فوربس آسيا 100 للمراقبة لهذا العام – فإن الصورة السلبية المحيطة بالذباب والحشرات الأخرى هي بالضبط السبب في أنها فرصة غير مستغلة في مجال التكنولوجيا الزراعية، المعروفة أيضًا بتكنولوجيا الزراعة.
“يتعامل الناس مع الحشرات بالكثير من الأمتعة والخوف والاشمئزاز”، يقول مارتن زوريلا، المدير التنفيذي لشركة تقنيات التغذية، في مقابلة في مقر الشركة في سنغافورة. “نستغل حقيقة أن المجتمع قد تجاهل هذه الكائنات وبدلاً من ذلك ننظر بعناية شديدة في هذه الكائنات وندرك مدى روعتها في ما يقومون به”.
منتجات مبتكرة للأعلاف الحيوانية والأسمدة
تأسست شركة تقنيات التغذية في عام 2015، وتقوم بتحويل يرقات ذباب الجندي الأسود إلى مكملات غذائية للأعلاف الحيوانية والأسمدة. تشمل منتجاتها Hi.Protein، وهو مسحوق بروتين يستخدم في الطعام الخاص بالحيوانات الأليفة والأعلاف المائية والأعلاف للدجاج والخنازير، وVitalis، وهو سماد سائل يزعم الشركة أنه يمكن أن يمنع الأمراض الفطرية ويحسن صحة النباتات.
تعمل الشركة بشكل رئيسي في مصنع بمساحة هكتارين عبر الحدود في ماليزيا، وتهدف إلى تعزيز توسعها في البلاد والتوسع في أسواق جديدة في جنوب شرق آسيا، بما في ذلك تايلاند وفيتنام وإندونيسيا والفلبين.
استثمارات قوية وشراكات استراتيجية
توجه المستثمرون نحو شركة تقنيات التغذية، حيث جمعت حتى الآن ما مجموعه 28 مليون دولار، مع جولة تمويل بقيمة 20 مليون دولار في عام 2022 بقيادة ذراع رأس المال الاستثماري لشركة النفط والغاز الحكومية في تايلاند PTT. في يونيو، استثمرت شركة الزراعة الأمريكية العملاقة بونج مبلغًا غير معلن في الشركة، كجزء من شراكة مشتركة للتوسع في جنوب شرق آسيا. قبل ذلك بشهرين، في أبريل، وقعت الشركة شراكة مع شركة التجارة اليابانية سوميتومو، التي التزمت باستيراد وبيع 30,000 طن من الأعلاف السمكية لشركة تقنيات التغذية بحلول عام 2030.
تضم قائمة مستثمري تقنيات التغذية السابقة Hera Capital وOpenspace Ventures وSEEDS Capital، وهي ذراع استثمارية تابعة لـ Enterprise Singapore.
تحديات وفرص في صناعة الأعلاف الحيوانية
تواجه شركة تقنيات التغذية تحديات في تحسين كفاءة وجودة المنتج، وتواجه منافسة من شركات أخرى تعمل في نفس المجال وتهدف إلى التوسع في جنوب شرق آسيا. وتشمل هذه الشركات Entobel والتي تركز على الأعلاف المائية وجمعت 30 مليون دولار في جولة تمويل في مايو الماضي، وشركة Insect Feed Technologies التي جمعت 1.25 مليون دولار في جولة تمويل بذرية لتطوير أعلاف الأسماك والطعام الخاص بذباب الجندي الأسود. كما أعلنت شركات أوروبية أخرى في هذا القطاع عن خطط للتوسع في جنوب شرق آسيا.
تختلف اللوائح المتعلقة باستخدام الحشرات في الأعلاف الحيوانية بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، مما يشكل تحديات للشركات المصنعة. في الولايات المتحدة، تمنع السلطات منتجي الطعام الخاص بالحيوانات الأليفة وطعم الأسماك والأعلاف الحيوانية من استيراد ذباب الجندي الأسود الحي لاستخدامه في منتجاتهم، ولكن يمكنهم التقدم بطلب لاستيراد الجراد واليرقات والحشرات الأخرى. في الوقت الحالي، لا يمكن استخدام ذباب الجندي الأسود لتغذية الماشية المخصصة للاستهلاك البشري، ولكن يمكن استخدامها للحيوانات الأليفة، مثل طعام الكلاب. يُسمح لمصنعي الأعلاف الحيوانية في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بإدراج بقايا الحيوانات، بما في ذلك الحشرات، في منتجاتهم، حتى للماشية المخصصة للاستهلاك البشري، ولكن لا يمكن تغذية هذه الحشرات بأي نفايات تحتوي على بقايا حيوانية، وفقًا للإصلاحات التشريعية من عام 2021. لا تزال اللوائح العلمية المتعلقة بتربية الحشرات غير متأكدة، حيث يشكك بعض الأكاديميين في أخلاقيات تربية الحشرات عندما لا يوجد اتفاق علمي حول ما إذا كانت الحشرات قادرة على الشعور بالألم.
توسيع الإنتاج وتحسين الأمان الغذائي
تخطط شركة تقنيات التغذية للكشف عن العديد من الأسمدة الحيوية الجديدة المستخلصة من ذباب الجندي الأسود في العام المقبل، وذلك استنادًا إلى خط إنتاجها الأخير Diptia. يزعم الشركة أن الأسمدة الحيوية تحتوي على كيتين الحشرات، والذي يمكن أن يحفز جهاز المناعة للنباتات. بالإضافة إلى ذلك، تهدف شركة تقنيات التغذية أيضًا إلى جمع “مزيج من الديون والأسهم” كرأسمال لبدء بناء مصنع صناعي ثانٍ في عام 2024، والذي يقول بيري أنه سيكون ثلاث مرات أكبر من مصنعه الحالي.
“خلال خمس سنوات، أتمنى أن يكون لدينا شبكة من مصانع تقنيات التغذية المختلفة في المنطقة… تدعم الاقتصادات المحلية وتحسن الأمن الغذائي”، يقول بيري. “هذا ما نشعر به شغفًا به، وهذا ما نرغب في رؤيته يتم هنا في جنوب شرق آسيا أولاً، قبل أن نتمكن من التوسع في مناطق أخرى حول العالم”.
اترك تعليقاً