في الفيديو المدته دقيقتان، يشعر المشاهد بأنه يشاهد فيديو بميزانية منخفضة ويشعر بالارتجاف. يتم تمهيد الانتقالات بشكل سريع وغير ماهر. الجو هو نادي المدرسة الثانوية للفنون السمعية البصرية – باستثناء المذيع في الفيديو. يبدو وكأنه صورة مخزنية لموظف حكومي، يرتدي بدلة رمادية داكنة وقميص أزرق. لا تنحرف عيناه الواسعتان عن الكاميرا أبدًا ؛ ولا تتوقف يديه عن الإيماءات.
تقاسم جاري جينسلر الحلقة مع متابعيه على تويتر
شارك جاري جينسلر الحلقة مع متابعيه على تويتر في 3 أكتوبر 2022، وكانت خاصة لأنها تزامنت مع أخبار كبيرة: حصلت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على تسوية بقيمة 1.26 مليون دولار من كيم كارداشيان، المتعلقة بعدم الكشف عن أنها تلقت أموالًا للترويج لعملة رقمية احتيالية على إنستجرام. نشر الفيديو في بداية دورة أخبار صباح يوم الاثنين، وحقق الفيديو التأثير المرجو: تناولته وسائل الإعلام من CNBC إلى New York Post. ظهرت هيئة الأوراق المالية وجاري جينسلر في كل مكان.
جاري جينسلر ومواجهة الانتقادات
لم يكن من المعتاد أن يخصص رؤساء الوكالات الفيدرالية – الذين يعتبرون عادة أنواعًا من المحامين المحافظين – وقتهم لتصوير مقاطع فيديو اجتماعية نصف محرجة. ولكن جاري جينسلر نشر أكثر من 30 حلقة من “ساعات المكتب”، وكل واحدة منها قد تجذب اهتمام وسائل الإعلام. في مقابلة في بداية نوفمبر مع مجلة Fortune، وصف جاري جينسلر “ساعات المكتب” بأنها جزء أساسي من مهمته. حماية المستثمرين وتثقيفهم، “التفاعل مع الجمهور”، هذا هو ما يجب أن تقوم به هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بشكل أكبر، بطرق أكثر إبداعية، يقول – لإعطاء المستثمرين المعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات جيدة. “إنها عن توضيح ما هو جدول الإصلاح هذا”، يقول.
جاري جينسلر ونهجه القوي
جعل نهج جاري جينسلر القوي منه أحد الشخصيات الأكثر شهرة في واشنطن. وفي منتصف فترة رئاسته للهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، لم يكن لديه أبدًا سلطة أكبر للتأثير على حياة المستثمرين. لقد كان يسعى لتنفيذ أولويات إدارة بايدن، التي تشمل الكشف عن المناخ الشركاتي، وتشديد الرقابة على المستشارين الاستثماريين، ومكافحة المنتجات التي تستهدف المستهلكين وتعتمد على التكنولوجيا مثل روبن هود ومشاريع العملات الرقمية.
تأثير جاري جينسلر
لقيس جاري جينسلر تأثيره، تحدثت مجلة Fortune مع أكثر من 30 خبيرًا ماليًا وسياسيًا وموظفين حاليين وسابقين من جميع المستويات في هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية وهيئة تداول السلع الآجلة والسلع الأمريكية (CFTC) ، بما في ذلك قادة الوكالة. كثيرون منهم لم يتحدثوا إلا خلف الكواليس، نظرًا للتأثير الهائل الذي يمارسه جاري جينسلر في واشنطن – وحقيقة أنه لا يزال ينظم أو يدير العديد منهم.
جاري جينسلر وتحدياته
يظهر الصورة النهائية لقائد يتمتع بالدافع الذي لا يُشكك فيه – لكن الكثيرون يخشون أن يكون قد يقود وكالته في الاتجاه الخاطئ. “إذا لم تخسر أبدًا، فأنت لا تدفع الحدود بقدر ما يمكنك”، يقول لي راينرز، زميل محاضر في مركز الاقتصاد المالي في جامعة ديوك ومعجب بجاري جينسلر. ولكن موظف سابق في هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية يعبر عن مزاج أكثر ظلامًا، ويصف الطموحات غير المحققة والصراع في الوكالة: “تتراكم هذه الضغوط والإحباط”، يقول الموظف.
جاري جينسلر ودوره في هيئة تداول السلع الآجلة والسلع
في أواخر عام 2008، كانت الولايات المتحدة تعاني من أزمة مالية كبيرة، ولجأ الرئيس أوباما إلى جاري جينسلر لشغل وظيفة كبيرة. اختاره أوباما لقيادة هيئة تداول السلع الآجلة والسلع – وهي وكالة غامضة كانت تطلب منها أن تروض المشتقات المالية العميقة التي ساعدت في تسريع انهيار السوق.
عند النظر الأول، يبدو جاري جينسلر وكأنه أحد رموز العاصمة واشنطن الذين يعملون في الحكومة لمساعدة زملائهم السابقين. انضم إلى جولدمان ساكس في عام 1979 بعد حصوله على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة وارتون في سن الحادية والعشرين فقط، وأصبح في وقت لاحق واحدًا من أصغر الشركاء في تاريخ البنك. كان قد خدم في الحكومة من قبل، ولكن في وزارة الخزانة في عهد إدارة كلينتون، في عصر من الرقابة الضعيفة. جعلته هذه الخلفية مرفوضًا من قبل الأشخاص الراديكاليين. وكان بيرني ساندرز من بين السيناتورات الذين عرقلوا ترشيحه لمدة تقارب خمسة أشهر.
اعتمد جاري جينسلر في رده على أحد قواه الخارقة: التحدث عبر الهاتف. فوجئ تايسون سلوكوم، مدير برنامج الطاقة في منظمة المستهلك اليسارية Public Citizen، عندما وجد نفسه على الطرف الآخر. قضى جاري جينسلر ساعتين يتوسل قضيته في مكتب سلوكوم في دوبونت سيركل. وبعد وقت قصير، حصل على تأييد سلوكوم. عندما تعرض سلوكوم لانتقادات حول جاري جينسلر من قبل الراديكاليين الآخرين، كان يجيب: “لم يلتق أي منكم بجاري جينسلر شخصيًا”.
في النهاية، استسلم ساندرز لترشيح جاري جينسلر، وسرعان ما ساعد جاري جينسلر في صياغة بند رئيسي في قانون دود-فرانك الذي منح هيئة تداول السلع الآجلة والسلع صلاحيات واسعة. قضى السنوات الخمس التالية في حملة عدوانية لإقرار العديد من القوانين الجديدة. بعيدًا عن أن يكون صديقًا لوول ستريت، قام بتحويل نفسه إلى عدو للعالم المالي. كما يقول أحد الموظفين الذين انضموا إلى هيئة تداول السلع الآجلة والسلع الآجلة مباشرة بعد جاري جينسلر، “كان إلهًا”.
جاري جينسلر والتحديات في هيئة تداول السلع الآجلة والسلع
يقول العديد من الأشخاص القريبين من جاري جينسلر إن وفاة زوجته في عام 2006 دفعته إلى إعادة تقييم أولوياته بعد أن وجد نفسه وحيدًا مع ثلاث بنات ليقوم بتربيتهن. في مقابلة مع مجلة تايم في عام 2012، يروي جاري جينسلر كيف غسل بضعة أكياس ملابس قذرة لابنته الكبرى بعد عودتها من رحلة. (لم يتزوج جاري جينسلر مرة أخرى.)
عندما جلست مع مجلة Fortune على هامش مؤتمر تكنولوجيا المال في واشنطن، رفض جاري جينسلر فكرة تغيير مبادئه بشأن التنظيم. عندما كان يعمل في قسم الاندماج في جولدمان ساكس، يقول إن العملاء رأوا فيه مصدرًا للامتثال – بطريقة إيجابية. “هذا أمر جيد، أن لدينا بعض قواعد الطريق”، يتذكر أنه كان يفكر به.
لا يزال جاري جينسلر يتحدث بلكنة في حديثه كما كان يفعل في طفولته في بالتيمور، حيث كان والده يوفر السجائر وآلات البنجر من التي كان يساعد في جمع النيكلات. حصل هو وشقيقه التوأم على درجات الجامعة، على عكس والديهما. قام جاري جينسلر بتدريس مادة الحسابات في الجامعة عندما كان في العشرين من عمره، وهي قرار اتخذته الجامعة بشكل ساذج فيما بعد. “إنه أحد الأشخاص النشطاء”، يقول بارتليت نايلور، مدافع عن السياسات المالية في منظمة المستهلك العام. “من الواضح أنه هو الضوء الساطع حتى بين الأضواء الأخرى”.
ومع ذلك، كان هذا النشاط يثقل كاهل زملائه في هيئة تداول السلع الآجلة والسلع الآجلة. دفع جاري جينسلر الوكالة التي تعمل عادة من الساعة التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً لاعتماد ساعات وول ستريت، مما أثار استياء الموظفين الذين يعملون بشكل مستمر. يتذكر أحد الموظفين الذي عمل لفترة طويلة كيف اشترى جاري جينسلر – الذي يعتبره الفقراء على الرغم من ثروته التي حققها في جولدمان – سيارة جديدة بعد أن لم تعد سيارة زوجته القديمة آمنة للقيادة. قامت بنات جاري جينسلر بإعداد بلوتوث في السيارة الجديدة، مما أدى إلى حالة كابوس للزملاء. “لا يمكنك إبعاده عن الهاتف”، يقول الموظف لمجلة Fortune. “بعد فترة من الوقت، ستتعب ذراعك فقط من حمل الهاتف”.
كانت فترة جاري جينسلر في هيئة تداول السلع الآجلة والسلع الآجلة مميزة بالطموح الزائد والنهج الذي لا يقبل المنازعة والذي سيسبق فترة جاري جينسلر في هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية. في حلقة واحدة، أغضب المصرفيون في الداخل والخارج عن طريق تنفيذ ما أصبح يعرف بـ “توجيه المصرف المصعد”، الذي قام بتوسيع إشراف الوكالة على المعاملات الخارجية. في حين دافع جاري جينسلر وآخرون عن التوجيه بأنه تحسين متأخر، فإن الخطوة “أحرقت الجسور مع النظراء الدوليين”، وفقًا لمسؤول سابق في هيئة تداول السلع الآجلة. “ترك للآخرين أن ينظفوا الفوضى”.
يقول الموظفون الذين يعملون حاليًا في هيئة تداول السلع الآجلة والسلع الآجلة إن جاري جينسلر، في سعيه لتعزيز سلطة الهيئة، تقدم بمبادرات قبل ضمان توفير الأموال لدفع ثمنها – خاصة فيما يتعلق بالعقارات. وقع جاري جينسلر عقودًا في جميع أنحاء البلاد، في افتراض أنه سيكون قادرًا على ملء المكاتب بموظفين جدد. زادت مساحة مكاتب هيئة تداول السلع الآجلة والسلع الآجلة بنسبة تقارب 75٪ خلال فترة رئاسته لمدة خمس سنوات. ولكن الكونغرس لم يوافق على توفير الأموال الضخمة التي ستملأ المكاتب بالموظفين. أظهر تقرير من مكتب المساءلة الحكومية في عام 2016 أنه في ذلك الوقت، كان 20٪ من مقر الوكالة في واشنطن غير مشغول، و32٪ من مكاتبها في نيويورك، وكانت ما يقرب من 60٪ من مكاتبها في كانساس سيتي غير مشغولة.
جاري جينسلر وعلاقته بإليزابيث وارين
انضم جاري جينسلر إلى حملة هيلاري كلينتون للانتخابات الرئاسية في عام 2016 بصفته كبير المسؤولين الماليين بعد مغادرته هيئة تداول السلع الآجلة والسلع الآجلة. ولكن قبل أن تخسر كلينتون أمام دونالد ترامب، لاحظ الزملاء كيف أصبح جاري جينسلر وثيقًا جدًا من السيناتور إليزابيث وارين – وحصل على لقب “مستشار إليزابيث” من أحد كبار الموظفين في كلينتون. تعتبر وارين، وهي امرأة عملية من أوكلاهوما تحولت إلى أستاذة قانون في جامعة هارفارد، من الشخصيات السياسية البارزة بفضل انتقاداتها الشعبوية اللاذعة للنظام المالي، وعملاها مع جاري جينسلر في صياغة قانون دود-فرانك.
بعد أربع سنوات، خسرت وارين في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية أمام جو بايدن، لكنها بدت وكأنها فازت في المعركة حول التنظيم، حيث دفعت المرشح لاعتماد موقفها العدائي تجاه وول ستريت والبنوك. يقول بعض المصادر إن جاري جينسلر وإليزابيث وارين قد صوغا نهج الإدارة بايدن في التنظيم المالي – وذلك بشكل أكبر منذ أن عين بايدن جاري جينسلر رئيسًا لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية قبل تنصيبه.
جاري جينسلر والتحديات في مجال العملات الرقمية
يقول جاري جينسلر في مقابلة: “على الرغم من أنك قد تعتقد غير ذلك، لا أقضي معظم وقتي في العملات الرقمية”. إنه يسخر من مجلة Fortune بسبب تغطيتها لمعاركه مع الصناعة – لكن يمكن أن يسامح الأشخاص العاديين إذا اعتقدوا أن جاري جينسلر يعمل في العملات الرقمية طوال الوقت.
بعد فترة عمله في حملة كلينتون، تمت دعوة جاري جينسلر لتدريس درس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT). لاحظ أنه لا يوجد درس متاح حول تكنولوجيا البلوكتشين. “يجب على شخص ما أن يفعل ذلك”، يتذكر جاري جينسلر أنه فكر في ذلك، وفي عام 2018 أصبح هو هذا الشخص. “بذلت قصارى جهدي لمحاولة تدريسها من وسطها”، يقول جاري جينسلر. “دون أن أكون متشددًا فيما يتعلق بعملة بيتكوين أو بيتكوين بأقلية”.
تمكن العديد من المتعصبين للعملات الرقمية من حضور الدورة، التي سجلها أحد أعضاء الهيئة التدريسية ونشرها على YouTube. غوص جاري جينسلر في الجوانب التقنية للبلوكتشين واستكشاف الآثار القانونية للتكنولوجيا وتأثيرها المحتمل على المستثمرين. ظهر بأنه متوازن وفضولي، وأثار تعيينه رئيسًا لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية أملًا في بعض الأوساط بأنه سيكون متفكرًا في المستقبل بشأن العملات الرقمية.
تغيرت مواقف جاري جينسلر، ومع ذلك، بمجرد توليه المنصب. في الفترة الانتقالية، خلال جائحة COVID-19، قفز جيل جديد من المضاربين في العملات الرقمية: ارتفعت قيمة بيتكوين وعملات أخرى، وتضاعفت الخطط الاحتيالية مع تزايد الضجة.
أصبحت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية أكثر عدائية بشكل واضح بعد انفجار الفقاعة وانهيار مشاريع العملات الرقمية الكبرى مثل تيرا وسيلسيوس وFTX في عام 2022. أطلقت دعاوى قضائية ضد مشاهير مثل كارداشيان للترويج لمشاريع العملات الرقمية دون الكشف عن أنهم يتلقون تعويضًا. رفعت أيضًا دعاوى قضائية ضد كوينبيس وبورصات أخرى اعتقدت أنها تلعب وفقًا للقواعد؛ وجادلت الهيئة بأنها تقدم عملات رقمية غير مسجلة كأوراق مالية، وغير ذلك.
يقول جاري جينسلر إن هذه الإجراءات تندرج بوضوح في اختصاص الهيئة الحمائي. “هناك الكثير من الأشخاص الذين يحاولون بيع مستقبل أفضل للمستثمرين، على الرغم من أن [مؤيدي العملات الرقمية] لم يظهروا العديد من الاستخدامات في هذا المجال”، يقول جاري جينسلر. “ترى شركة بعد شركة، رائدة بعد رائدة، تضليل الجمهور، وتفلس”. يشير في كثير من الأحيان إلى فرانكلين د. روزفلت، الذي تأسست بموجبه الهيئة الأوراق المالية، مشيرًا إلى هدف ذلك الرئيس في “الكشف الكامل والصادق” للحد من السوق الأوراق المالية الفوضوية بعد انهيار عام 1929.
ومع ذلك، ليس لدى جاري جينسلر مثيل في الولايات المتحدة الجديدة. (ولا الحماسة التي يتمتع بها رواد العملات الرقمية والمدافعين عنها – العديد منهم هم أسياد الصور الميمية بحقهم.) ينشر جاري جينسلر بانتظام رسائل ساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي تستهدف صناعة العملات الرقمية وأشرارها الكرتونيين. في عيد الهالوين، نشر تغريدة مزحة عن العملات الرقمية: “إذا ذهب ساتوشي ناكاموتو كساتوشي ناكاموتو في عيد الهالوين، هل سنتمكن من معرفته؟” (يمكننا أن نشرح، ولكن … اسأل أطفالك.) ثم قال أن شركات العملات الرقمية التي تخدع المستثمرين يجب أن تبدأ في “معاملتهم” بالامتثال القانوني. عندما نتحدث بعد بضعة أسابيع، يقول بفخر أنه كان له فكرة للتغريدة؛ مدير شؤونه العامة ساعد في صياغة اللغة.
ومع ذلك، يعتبر معظم قادة العملات الرقمية أنهم يلتزمون بالقوانين – ويعتقدون أن جاري جينسلر يجب أن يقوم بإنشاء قواعد تساعدهم على خدمة العملاء بشكل أفضل بدلاً من معاقبتهم بناءً على قواعد قديمة لا تتناسب مع التكنولوجيا. في أول أيامه في هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، قال جاري جينسلر للكونغرس إنه يعتقد أنه يجب أن يكون هناك تشريع جديد لتنظيم الصناعة. ولكن الكونغرس، الذي يعاني من الشلل، لم يمر بأي تشريع.
على الرغم من الإسراع لملء الفراغ عن طريق تطبيق القانون القائم، فإن جاري جينسلر قد أشعل الجدل في المجال القانوني: ما إذا كانت العملات الرقمية هي سلعة مثل قضبان الذهب أم أوراق مالية مثل الأسهم أو السندات. يتفق الجميع على أن بيتكوين هو سلعة – تم تصنيفها على هذا النحو في عام 2015، قبل انتشار الصناعة الأوسع. ولكن يجادل جاري جينسلر في أن جميع العملات الرقمية الأخرى هي أوراق مالية، وهي أداة تمكن الناس من الاستثمار والربح من مشروع مشترك.
يتحدث جاري جينسلر بنفس الأسلوب مع شركات العملات الرقمية كلما تم سحبه إلى الشهادة في الكونغرس: “تعال وسجل” بنفس الطريقة التي يفعل بها وسطاء الأوراق المالية والبورصات. “نحن لا نسمح لبورصة نيويورك بقائمة الأسهم غير المسجلة”، يقول هيلاري آلن، أستاذة قانون في الجامعة الأمريكية. “لماذا يجب أن نسمح لبورصة العملات الرقمية بقائمة الرموز غير المسجلة؟” يجد العديد من الأشخاص في الصناعة الدعوة مريبة، ويجادلون بأن نماذج الأعمال الجديدة واللامركزية لا يمكن أن تتوافق مع قوانين الأوراق المالية القائمة.
في الوقت نفسه، تردد جاري جينسلر في رسم خطوط واضحة حول العملات الرقمية المحددة. (عندما تحدثت مع Fortune، رفض أن يعبر عن موقف بشأن ما إذا كانت عملة الإيثر الرقمية هي أمان، وهو تردد يجعل أحد الموظفين السابقين في هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية يقول إنه “يجعل الوكالة تبدو غبية”.) لذلك يستمر الجمود. والنتيجة هي عدم وضوح للمستثمرين، خاصة مع تبني الأموال التقليدية للعملات الرقمية من خلال عروض رئيسية مثل صناديق ETF لبيتكوين والإيثر.
أيضًا، أدى الجدل بين هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية وهيئة تداول السلع الآجلة والسلع إلى توتر العلاقة بينهما. تشير سومر ميرسينجر، عضو هيئة تداول السلع الآجلة، إلى إجراء قضائي ضد موظف في كوينبيس تم ضبطه يتداول العملات الرقمية بمعرفة داخلية. كانت هيئة تداول السلع الآجلة تعتزم تقديم قضية خاصة بها، ولكن أبلغت الهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية أنها ستعامل العملات الرقمية كأوراق مالية. قلقت ميرسينجر من أن المحاكم قد ترفض الدعوى بسبب مسألة الاختصاص. “كانت لدينا علاقة جيدة بين أقسام الإنفاذ لدينا، لكن أعتقد أن هذا الأمر قد تعرض للتوتر إلى حد كبير”، تقول.
اترك تعليقاً