تحذير مؤخرًا من إدارة الغذاء والدواء حول البكتيريا في قطرات العين: ما يجب أن تعرفه

في 27 نوفمبر 2023

مقدمة

أصدرت إدارة الغذاء والدواء تحذيرًا في نهاية أكتوبر 2023 يحث المستهلكين على تجنب شراء والتوقف الفوري عن استخدام 26 منتجًا لقطرات العين المتاحة دون وصفة طبية بسبب خطر الإصابة بعدوى العين التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان الرؤية الجزئي أو حتى العمى. تمت إضافة المزيد من المنتجات إلى القائمة في وقت لاحق، وتم سحب بعض المنتجات الأخرى طواعية. لم يتم الإبلاغ عن حالات إصابة بعدوى العين من هذه المنتجات حتى منتصف نوفمبر 2023. إنها آخر تحذير في سلسلة من التحذيرات وسحب المنتجات المتعلقة بتلوث بكتيري أو فطري لهذه المنتجات.

ما الذي دفع لإصدار التحذير الأخير؟

تم إصدار التحذير الأخير من قبل إدارة الغذاء والدواء استجابة لاكتشافات مثيرة من تفتيش حديث لمنشأة تصنيع قطرات العين التي لم يتم تحديدها بعد. تم اكتشاف ظروف غير صحية داخل المنشأة وتم اكتشاف “نتائج اختبار إيجابية للبكتيريا من أخذ عينات بيئية من مناطق إنتاج الأدوية الحرجة”. ومع ذلك، لم يتم الكشف عن تفاصيل محددة حول نوع البكتيريا ومصدرها داخل المنشأة وأنواع التلوث الموجودة والظروف الدقيقة التي أدت إلى التلوث أو أي عدوى مرتبطة بهذا التحذير حتى منتصف نوفمبر 2023. يشبه هذا التحذير الأخير التحذيرات المتعلقة بقطرات العين الملوثة التي تم الإبلاغ عنها في وقت سابق من هذا العام والتي تسببت في نشوب 81 حالة عدوى وأربع حالات وفاة. بعد تفشي العدوى في فبراير، قدمت إدارة الغذاء والدواء تقريرًا شاملاً عن الظروف غير القابلة للتعقيم في منشأة تصنيع في الهند التي تنتج منتجات قطرات العين المباعة في الولايات المتحدة. يُعرف هذا التحذير الجديد بـ “التلوث” في منطقة المعالجة. في الأساس، قامت إدارة الغذاء والدواء بأخذ عينات من بيئة العمل في المنشأة ووجدت نموًا بكتيريًا في مكان لا ينبغي أن يكون هناك نمو. التلوث لا يعني حتى الآن حدوث تفشي، والذي يعرف بأي عدوى تسببها التلوث. قد يكون هناك عدوى مرتبطة بهذا التحذير الجديد، ولكن لم تصدر إدارة الغذاء والدواء أو مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أي تفاصيل حتى منتصف نوفمبر 2023. خلال تلوث الأدوية أو الأجهزة أو تفشي الأمراض، تعمل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء معًا لتحديد المشكلات ومنع انتشارها أو السيطرة عليها. تسبب تفشي فبراير 2023 في حالتين من الظروف غير الصحية وقطرات العين الملوثة – وليس فقط التلوث في البيئة – التي تسببت أيضًا بوضوح في العدوى والوفيات. في الأساس، يمكن أن يكون هذا التحذير الجديد مؤشرًا على تفشي يثير القلق.

ما الذي أدى إلى تفشي تلوث قطرات العين هذا العام؟

قد يكون التحذيرات الأخيرة بشأن تلوث قطرات العين نتيجة لعدة عوامل رئيسية.

أولاً، تم اكتشاف تفشي فبراير 2023 عندما بدأت سلالة غير معروفة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في الظهور في جميع أنحاء الولايات المتحدة. دفعت المحققين الفدراليين للتدخل، واستخدموا نهجًا متقدمًا لبصمة الجينوم لربط الحالات المرتبطة باستخدام قطرات العين الملوثة.

ثانيًا، أكثر من 50٪ من الأدوية المستهلكة في الولايات المتحدة تنتج في الخارج، ولكن في ذروة جائحة COVID-19، قلصت إدارة الغذاء والدواء بشكل حاد تفتيشاتها المستمرة للمنشآت الدولية للتصنيع. على الرغم من أن الانخفاض في الرقابة كان مؤقتًا، إلا أنه قد يكون سمح بتلوث المنتجات دون رقابة.

وأخيرًا، حتى هذا العام، كانت العدوى الناجمة عن قطرات العين الملوثة نادرة. نظرًا للمشاكل الواضحة في النظافة التي تم اكتشافها في عملية التصنيع خلال التفتيشات الأولية، دفعت إدارة الغذاء والدواء لإجراء مزيد من التحقيقات، ووجدت مشاكل أخرى – والتي قد تكون قد أدت إلى زيادة التحذيرات.

لماذا يعتبر هذا التلوث البكتيري خطيرًا بشكل محتمل؟

تمتلك أجسامنا أنظمة دفاع طبيعية. على سبيل المثال، يعمل جلدنا كحاجز يمنع البكتيريا من التسبب في العدوى.

ولكن يمكن لقطرات العين التي تحتوي على مسببات المرض تجاوز هذه الحواجز وإدخال البكتيريا المقاومة مباشرة إلى بيئة العين القابلة للإصابة. هناك، يمكن أن تسبب عدوى شديدة يصعب علاجها بالمضادات الحيوية التقليدية.

يسلط تفشي فبراير الماضي والوفيات الأربع المأساوية الناتجة عنه الضوء على خطر التلوث البكتيري في منتجات المستهلك. تعرض السلالة المحددة المعنية – Pseudomonas aeruginosa – مقاومة مذهلة للعديد من المضادات الحيوية، حتى تلك المستخدمة عادة كعلاجات اللجوء الأخير.

تجعل هذه المقاومة من الصعب علاج هذه العدوى بشكل فعال. وفي الاستجابة لذلك، يستخدم بعض المؤسسات الرعاية الصحية علاجات تجريبية مثل علاج الفيروسات البكتيرية كطريقة لمكافحة هذه البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بشكل شديد. في الأساس، يستخدم علاج الفيروسات البكتيرية الفيروسات التي تقتل البكتيريا لعلاج العدوى المقاومة للمضادات الحيوية.

كانت قطرات العين الملوثة أيضًا خالية من المواد المحفوظة، مما زاد من خطر التلوث. تساعد المواد المحفوظة في منع نمو البكتيريا الضارة داخل حاويات قطرات العين.

لماذا قد تظل بعض هذه المنتجات على الرفوف؟

إعادة استدعاء المنتج عملية طويلة ومرهقة عادة. عندما تصدر إدارة الغذاء والدواء إشعارًا بالاستدعاء، يجب أن تعمل مع منشأة التصنيع لتتبع جميع الدفعات المتأثرة. وهذا يتطلب تعاون العديد من الكيانات، بما في ذلك الموزعين ونقاط البيع بالتجزئة، الذين يجب أن يزيلوا المنتجات من الرفوف والإنترنت بشكل فعلي.

والأكثر من ذلك، قد يتعذر إزالة سريعة لمنتجات قطرات العين بسبب نقص المحققين في إدارة الغذاء والدواء، وهو انخفاض بدأ في عام 2016. وبينما تستمر إدارة الغذاء والدواء في إجراء التفتيشات، قد يحدث المزيد من عمليات الاستدعاء.

كيف يمكن تحسين اكتشاف مشكلات التلوث هذه؟

للأسف، ليست الأدوية والمنتجات الطبية الملوثة أمرًا نادرًا. فقد حدثت في عام 2023 وبالتحديد تفشي للسل المرتبط بمواد زرع العظام الملوثة، وتفشي فطري كبير مرتبط بالتخدير النصفي القطني.

من الصعب اكتشاف هذه الحالات. ومع ذلك، يقوم فريق البحث الخاص بنا بعمل بصمة جينومية على معظم العدوى البكتيرية في مستشفانا. تتيح بصمة الجينوم للباحثين رؤية ما إذا كان لدى عدة مرضى نفس العدوى، مما يشير إلى أنهم جزء من تفشي. إنها مفتاح لاكتشاف التفشي في مرحلة مبكرة.

في أكتوبر 2022، قبل حوالي أربعة أشهر من إعلان تفشي قطرات العين، وجد فريقنا حالتين من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية Pseudomonas aeruginosa من خلال بصمة الجينوم. بمجرد مشاركة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها تفاصيل التحقيق الخاص بها، تمكنا من ربط هؤلاء المرضى بالتفشي الأكبر.

إذا اعتمدت المزيد من المستشفيات والمؤسسات الصحية العامة استخدام بصمة الجينوم، سيكون من الأسهل بكثير تحديد التفشيات الناجمة عن الأدوية أو الإجراءات الملوثة. على الرغم من أن هذا النهج يتطلب استثمارًا أوليًا قدره عدة مئات من الآلاف من الدولارات للمستشفى الكبير، إلا أننا وغيرنا من الباحثين أظهرنا أنه يوفر المال على المدى الطويل.

ما الذي يحتاجه المستهلكون لحماية أنفسهم؟

يمكنك الاستمرار في التحقق من القائمة المحدثة باستمرار للمنتجات المحتملة للتلوث التي تقدمها إدارة الغذاء والدواء.

يمكنك أيضًا الاشتراك في تنبيهات إدارة الغذاء والدواء بشأن استدعاء الأدوية. إذا تم استدعاء دواء تستخدمه حاليًا أو استخدمته في السابق، فاتصل بمقدم الرعاية الصحية الخاص بك. يجب أيضًا على المستهلكين الاطلاع على التحذيرات الأونلاين لإدارة الغذاء والدواء وتجنب شراء علامات قطرات العين التي تم استدعاؤها أو تم تحذيرها من خطر التلوث. تتم تحديث قائمة العلامات التجارية التي يجب تجنبها باستمرار.

وقبل شراء قطرات العين، أو أي دواء بدون وصفة طبية، من الجيد قراءة تسمية المنتج بعناية. تحقق من تاريخ الانتهاء وأي تحذيرات أو تعليمات للاستخدام. إذا كان لديك أي أسئلة أو مخاوف حول قطرات العين التي تستخدمها، استشر طبيبك.

تم نشر هذه المقالة بالأصل في The Conversation. اقرأ المقالة الأصلية.

حقوق النشر والأذونات

تمت مراجعتها من قبل محررين محترفين، يقدم The Conversation تعليقًا ونقاشًا مستنيرًا حول القضايا التي تؤثر على عالمنا.

المزيد من قبل The Conversation US

داريا فان تاين هي أستاذة مساعدة في الطب في جامعة بيتسبرغ.

ألكسندر سوندرمان هو أستاذ مساعد في أمراض العدوى في جامعة بيتسبرغ.

Source: https://www.scientificamerican.com/article/fda-warnings-eye-drop-contamination-questions-answered/