في هذه المقالة سنتحدث عن جهود طبيب الأورام السرطانية في إجلاء العديد من الأطفال المرضى من أوكرانيا للحصول على المساعدة الطبية. يواجه الطبيب تحدي الوقت في إرسال هؤلاء الأطفال الذين يعانون من السرطان خارج أوكرانيا.
التحديات الصحية العامة في أوكرانيا المنكوبة بالحرب
تعتبر الحرب أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الأطفال المصابين بالسرطان والأمراض الكارثية الأخرى في أوكرانيا. فهم يواجهون حربين، حربًا ضد السرطان وحربًا ضد الجيش الروسي المجنون الذي يطلق النار عليهم. ليس فقط الأمان الجسدي هو المشكلة، بل أيضًا انقطاع اللوجستيات الطبية في بعض الأحيان. لا يتم توفير الأدوية في المستشفى، ولا يتواجد الأطباء والممرضات في المستشفى مباشرة، ويتعرض البنية التحتية للكهرباء الأوكرانية للقصف. لذا كنا في بعض الأحيان بدون كهرباء.
مشروع SAFER Ukraine
نظرًا لأن هؤلاء الأطفال المرضى هم مجموعة ضعيفة، فإنهم يعانون أكثر من غيرهم خلال الأزمات، حيث لا أحد يهتم بهم والجميع يحاول أن ينقذ نفسه. لذا طلب العديد من الأسر أو قرروا الذهاب بأنفسهم إلى أوروبا بمشروع يسمى SAFER Ukraine. قبل الحرب، كنت أعالج السرطان فقط، لكنني تحولت إلى منسق لمجموعات كبيرة من الأطفال المرضى الذين يسافرون هنا وهناك. لذا يعني ذلك أن ألف ونصف طفل من أوكرانيا يتلقون العلاج من السرطان في مكان آخر. فالفريق مستعد لمساعدة هؤلاء الأطفال ولدينا القدرة على ذلك. لذا فهذا مستشفى خاص بنا.
عملية الإجلاء
تم إنشاء نهج متعدد الخطوات مع مراكز مختلفة لإجلاء الأطفال المصابين بالسرطان. تلقينا طلبات من العائلات أو الأطباء في مدن مختلفة في شرق أوكرانيا أو العاصمة كييف. وأول مركز هو في لفيف، وهو مستشفى يمكنه استضافة أي طفل بأي حالة خطورة. وإذا لم يتمكنوا من المضي قدمًا، فيمكننا علاجهم هنا لفترة طويلة أو قصيرة ثم توزيعهم. قمنا بتنظيم الدعم السكني ووسائل النقل بالتعاون مع الجمعيات الخيرية والشركاء. لذا كان لدينا العديد من المتطوعين يلتقون الأطفال في محطة السكك الحديدية وينقلونهم من هناك – يحملون 20 مريضًا من القطار في محطة السكك الحديدية المزدحمة بالناس الذين يحاولون الذهاب إلى أماكن مختلفة. ذهبنا كأطباء فقط لمقابلة قافلة ضخمة في محطة السكك الحديدية، لذا كان علينا حمل الأطفال عبر السكك الحديدية.
التحول إلى الطواقم الدولية
في المرحلة التالية، تم تشكيل فريق دولي للفرز في بولندا. تم تحويل فندق ضخم إلى مركز طبي في وسط بولندا. وصل الأطفال إلى هناك وتم تصنيفهم إلى غرف مختلفة ورعايتهم من قبل هذا الفريق من الأطباء الدوليين. ثم قاموا بالاتصال بالمستشفى المخصص لهم في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، وقامت هذه المستشفيات وحكوماتها بنقل هؤلاء الأطفال إلى المستشفى المحدد من قبل فريقهم. في أسوأ حالة، أرسلنا أكثر من 150 طفلاً في الأسبوع عبر هذا المسار. كان ذلك صعبًا جدًا.
التحديات والأمل
خلال هذه العمليات، فقدنا طفلين بسبب الهجمات الروسية. كان الأطفال من خاركيف، وهي قريبة جدًا من الحدود الروسية. لذا كان علينا إجلاؤهم من مستشفاهم خلال مرحلة العلاج الشديدة، ووضعهم في قطارات عادية وجلبهم إلى لفيف. لم يكن لدينا خيار آخر. لذا كان علينا أن نشرح للعائلات أنهم يقررون ما يفعلونه. إما أن لا يذهبوا ونحن نحاول أن نفعل شيئًا هنا في لفيف خلال الضربات الجوية، أو أن يخاطروا. ولكن على الأقل، تعرف أنك فعلت كل شيء للطفل. لذا قرروا المخاطرة وفشلنا. توفي كلا الطفلين. بعض الأطباء الذين ساعدونا هنا كانوا من المناطق التي تعرضت للهجوم. هناك قصة حزينة عن زملائنا في كييف. كان أحد أطبائهم يقود سيارته إلى ورديته لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان. تعرضت لصاروخ روسي مباشرة في سيارتها وحرقت حية. اسمها أوكسانا ليونتيفا. وأعتقد أن هذا الحدث كان له تأثير كبير. لذا أدركنا مدى خطورة العمل.
ولكن كانت هناك العديد من الحالات السعيدة. وقمت بزيارة العديد من هذه المستشفيات في الخريف والشتاء في تلك السنة. وكان الناس سعداء. وكان الأطفال سعداء. وأحيانًا شعرت وكأنني أمر في مستشفى في أوروبا وفي الغرفة الأولى مريضي، وفي الغرفة الثانية مريضي، وفي الغرفة الثالثة مريضي. لذا شعرت وكأنني جزء من طاقم تلك المستشفى. وكان الناس يسألونني “ماذا يجب أن نفعل مع مرضاك؟” لذا معظم هذه القصص والتعليقات كانت إيجابية حيث أن الناس ممتنون جدًا لجميع هذه البلدان لأنهم شعروا وكأنهم في بيتهم. خلال العام الماضي، ساعدت حتى كطبيب أورام الأطفال في بناء المرافق. لذا سأحاول القيام بذلك كمدير، وليس فقط لأورام الأطفال. على سبيل المثال، سيكون هناك وحدة العناية المركزة، وهذا مشروع ضخم خلال هذا العام. لذا بعض الناس، خارج أوكرانيا، يتساءلون “كيف يمكنك بناء خلال فترة الحرب؟” يمكنك. لما لا؟ الحياة لا تزال مستمرة، وعلينا أن نملك هذه الأماكن للأطفال المرضى الذين سيبدون أفضل. لذا هذا ما أركز عليه الآن للقيام به. هذا شبكة تحاول تحقيق التوازن. لذا هذه عملية لا تنتهي. آمل أن تنجح.
الكلمات الدالة: الطب على الجبهة الأمامية، الصراع، الحرب، أورام الأطفال، طب الأطفال، الأورام السرطانية، أوكرانيا
اترك تعليقاً