التسوناميات في ألاسكا
تعتبر ألاسكا عرضة لنوعين من التسوناميات. التسوناميات التكتونية ، مرتبطة بسلسلة الجزر البركانية الطويلة التي تتكون من الجزء الجنوبي من الولاية ؛ تلك الجزر تشكل الحافة الشمالية لحلقة النار ، وهي منطقة نشطة جيولوجياً تولد حوالي 90 في المائة من الزلازل في العالم. يتتبع تلك الجزر ، تحت الماء ، منطقة الانزلاق الألاسكية الألوتية ، وهي خندق يتداخل فيه لوحات ضخمة من الصخور الصلبة وتتراكم الاحتكاك ببطء. مرة أو مرتين في السنة ، تولد منطقة الانزلاق الزلازل قوية بما يكفي لتحذير من التسونامي ؛ كل 300 إلى 600 عام تقريبًا ، تنفجر في زلزال عملاق يرسل تسوناميات تكتونية مدمرة إلى شواطئ ألاسكا.
تسوناميات الانهيار الأرضي
تجعل الساحل البري البري البالغ طوله 34،000 ميل في الولاية نوعًا ثانيًا غير معروف أيضًا: تسوناميات الانهيار الأرضي. تحيط الساحل الجنوبي لألاسكا بالبراكين النشطة ومئات الفوردات المحاطة بجرف غير مستقر وفي المياه العميقة أسفلها طبقة سميكة من الرواسب الطينية. الزلازل الصغيرة نسبيًا ، والشائعة في ألاسكا ، تهز المناظر الطبيعية غير المستقرة ، مما يتسبب في انهيارات أعلى وأسفل مستوى سطح البحر تنقل كميات ضخمة من المياه. قد تصل التسوناميات الناتجة إلى المجتمعات الساحلية في غضون دقائق. ومع تسارع ذوبان الأنهار الجليدية والتآكل التالي في تلك المناطق بسبب التغيرات المناخية ، فإن تلك التسوناميات الناتجة عن الانهيار الأرضي أكثر احتمالًا.
التحديات والاستعداد للتسونامي
تعني مزيج المخاطر أن “في ألاسكا ، لدينا القدرة على أن نكون يومًا سيئًا جدًا” ، كما يقول باريت سالزبري ، جيولوجي الزلازل في الولاية وأحد علماء التسونامي. تقع سيلدوفيا على بعد حوالي 137 ميلاً جنوب غرب أنكوراج على طرف شبه جزيرة كيناي الوعرة ، مباشرة فوق نقطة اجتماع الصفائح التكتونية. إنها واحدة من 159 مجتمعًا تمتد على ساحل ألاسكا ، بما في ذلك المراكز السياحية التي تستضيف سفن الرحلات التي تحمل 4000 راكب ، والقرى الروسية الأرثوذكسية الصغيرة ، ومستوطنات القبائل الأصلية المعترف بها رسميًا في ألاسكا والبالغ عددها 228. صغيرة ومعزولة ، إنها دراسة حالة للطبقات المعقدة التي تجعل المجتمعات الألاسكية عرضة للخطر بشكل خاص.
من الصعب التخطيط للتسونامي. علم التسوناميات في مراحله الأولى ، حيث ظهرت فقط عندما أصبحت النمذجة الحاسوبية ممكنة في الثمانينيات. يفتقر العلماء في ألاسكا إلى التكنولوجيا المطلوبة للتنبؤ بالتسوناميات قبل وقوعها في الولاية لأنها تحدث بسرعة كبيرة. بالنسبة للعديد من الألاسكيين ، فإن آخر تسونامي رئيسي ضرب الولاية في عام 1964 هو ذكرى بعيدة. تتسبب الإنذارات الكاذبة في إخلاء المناطق مرة واحدة على الأقل في السنة ، مما يجعل الناس يتساءلون لماذا يجب عليهم المغادرة دون أي أمواج تظهر لهم. تتعقد هذه التحديات بسبب ثقافة قد تكون حذرة من الخبراء الخارجيين. “أنا أعرف التاريخ” ، كما يقول إيلينا سوليماني ، نموذج التسونامي في الفريق الحكومي ، العامل في مركز زلزال ألاسكا في جامعة ألاسكا في فيربانكس.
مع تحضير قادة المجتمع والعلماء للموجة الكبيرة التالية ، يواجهون سؤالًا دائمًا: كيف يمكنهم إقناع الناس بأنهم في خطر من كارثة لا يمكن التنبؤ بها ، ويمكن أن تتخطى عدة أجيال ، ومضمونة لتكون كارثية عندما تحدث؟ ضربة قاتلة
في 27 مارس 1964 ، ضرب ثاني أكبر زلزال في التاريخ المسجل ، بقوة 9.2 ، قبالة الساحل الجنوبي لألاسكا. تشق الشوارع في أنكوراج في النصف وحي كامل سقط في البحر. في غضون دقائق ، فشلت المنحدرات تحت الماء على طول أجزاء من الشاطئ ، مما تسبب في تكون تسوناميات محلية. ثم ضرب التسونامي التكتوني ، مغمرًا المجتمعات مرارًا وتكرارًا لساعات. ضرب أكثر من 20 تسونامي ألاسكا ، مما أسفر عن مقتل 106 أشخاص في جميع أنحاء الولاية وتسبب في 284 مليون دولار من الأضرار. في سيلدوفيا ، هزت الأرض لمدة ثلاث دقائق تقريبًا ، ثم غرقت بشكل دائم بمقدار 3.5 قدم. لم يكن أعلى موجة من التسونامي التكتوني التي وصلت إلى المدينة ، بارتفاع 26 قدمًا ، ذات أهمية بالنسبة لها ، حيث وصلت عند منخفض المد. ولكن في المد العالي المتطرف التالي ، كانت المدينة تحت الماء واضطرت إلى إزالتها وإعادة بنائها.
تتذكر دارلين كراوفورد ، شيخة قبيلة سيلدوفيا ، كيف كانت تمسك بالخزائن ومنزلها يهز حولها ، ويبدو أنه لا نهاية له ، ثم تقود أربعة من أطفالها الصغار إلى تلة عالية في تلك الليلة الباردة. تستمر آثار زلزال جمعة الخير حتى اليوم ، قالت إن مشروع التجديد الحضري لإزالة المدينة قسم المجتمع ، وعادت مصنع القزلقة الواحدة فقط ، مما غير الاقتصاد القائم على صيد الكراب. “لقد غيرت حياة سيلدوفيا بشكل كبير” ، قالت. “كانت المدينة فارغة لفترة طويلة”.
ومع ذلك ، كانت سيلدوفيا أفضل حالًا من معظم المدن ، جزئيًا لأن المدينة تواجه خليج كوك المحمي. على الجانب المقابل من شبه جزيرة كيناي ، واجهت المجتمعات مثل سيوارد ، حيث عاش والدي كراوفورد ، لم يكونوا محظوظين. هناك ، انزلقت المستودعات الواجهة للماء وخزانات تخزين الوقود في خليج القيامة ، ثم عادت إلى الشاطئ في غضون دقائق بواسطة أمواج مشتعلة تزيد عن 30 قدمًا. فقدت قرية تشينيغا الأصلية في ألاسكا ، على جزيرة قرب سيوارد ، ثلث سكانها ولم يتم إعادة استيطانها أبدًا. تشتت سكانها في البداية في جميع أنحاء ألاسكا قبل بناء مجتمع جديد على جزيرة قريبة.
في المرة القادمة ، قد لا تكون سيلدوفيا محظوظة. التسوناميات لا تنبئ بها بقدر ما هي لا مفر منها. وإذا ضرب الزلزال العملاق التالي في المد العالي ، فقد تمحو الموجات سيلدوفيا من الخريطة.
اترك تعليقاً