التفاعل مع المال هو حقيقة في الحياة، ولكن هذا لا يعني أنه سهل. في الواقع، يمكن أن تأتي الأمور المالية الشخصية، وعلى الرغم من أنها قد تبدو “حقائق وأرقام”، مع الكثير من الأمتعة العاطفية. بينما يتمتع البعض بامتياز عدم القلق بشأن المال، يعتاد الكثيرون على ربط المال بالضغط وعدم الأمان، وحتى مشاعر عدم القدرة على الاستحقاق.
ما هي الصدمة المالية؟
يعد الدكتور غالين بوكوالتر، الباحث العلمي النفسي والمسؤول العلمي الأول في Happy Money، أحد الخبراء الرائدين في مجال الصدمة المالية. في عام 2016، قاد دراسة حول العلاقة بين الشخصية والسلوك المالي. وقد اكتشف أن ما يقرب من واحد من كل أربعة أمريكيين وواحد من كل ثلاثة من جيل الميلينيالز يعانون من أعراض تشبه اضطراب ما بعد الصدمة ناجمة عن الإجهاد المالي.
الأسباب المحتملة
الديون وعدم الأمان المالي: عندما نأخذ في الاعتبار واقع اليوم من الدخول المتوقفة والادخار المحدود والديون العالية مثل بطاقات الائتمان وغيرها، جنبا إلى جنب مع الصدمات المالية المتكررة مثل التخلف عن السداد والإخلاء وجمع الديون العدواني، يجب أن تثير هذه النتائج جرس الإنذار لمجتمعنا لمعالجة التحديات التي يواجهها الملايين بسبب الديون.
الطلاق والعقبات الأخرى في الحياة: يتبع شانتيل تشابمان، المؤسس المشارك لطريقة صدمة المال ومؤسس What The Finances، نهجًا مبنيًا على الصدمة في التعليم المالي وتقول إنه من الضروري النظر في الصدمة المالية على كل من المستوى الفردي والجماعي.
علامات الصدمة المالية
1. التهرب المالي
يعد التهرب المالي مؤشرًا كبيرًا على الصدمة المالية، وفقًا لتشابمان. يمكن أن يظهر ذلك على سبيل المثال عدم فتح الفواتير، وعدم التفاعل مع الحسابات كصاحب عمل، أو تجنب أي وجميع المحادثات المتعلقة بالأمور المالية. يقول تشابمان إن التهرب المالي “يمكن أن يكون نوعًا من التجمد”، و”عندما يكون على أشده، فإنه انفصال”.
2. الإنفاق الزائد
الإنفاق الزائد أو الإنفاق القهري هو استجابة شائعة أخرى للصدمة المالية. يمكن أن يظهر ذلك على سبيل المثال في إنفاق الكثير من المال على تناول الطعام في المطاعم أو الانفاق الكبير على مشتريات كبيرة بأموال ليست لديك. بالنسبة لأي شخص يعاني من مشكلة الإنفاق الزائد، يقول تشابمان أنه من المهم أن تقوم ببعض التأمل الداخلي وتسأل نفسك لماذا. “إذا كنت تنفق بشكل زائد بسبب يوم مليء بالإجهاد، فقد تقوم بذلك الإنفاق لمحاولة تخفيف الألم أو البحث عن زيادة في الدوبامين”.
3. الإنفاق القليل
من ناحية أخرى، يمكن أن يكون الإنفاق القليل الشديد، حتى عندما يكون المال متاحًا، علامة على الصدمة المالية. يطلق تشابمان على هذا الأمر “تجنب المخاطر المفرطة”، والتي يمكن أن ترتبط بعقلية الخوف والندرة حول المال. قد يكون هذا ناتجًا عن تجارب في الحياة حيث كان المال ضيقًا حقًا، مما يجعل الشخص يتقدم بخوف ورهبة.
4. عدم وجود حدود مالية
مثال آخر على الصدمة المالية، وفقًا لتشابمان، هو عدم وجود حدود مالية أو عدم الراحة في وضع حدود حول الأمور المالية. توضح “هذا يمكن أن يظهر على سبيل المثال في تحصيل الأجر أو الأرباح أقل من القيمة الحقيقية، وعدم التفاوض على زيادة الرواتب لنفسك، وعدم وضع شروط دفع واضحة في العقود. أو رؤية هذا كل يوم، الناس سيدخلون في علاقة تجارية مع أصدقاء أو أشخاص آخرين، وليس لديهم عقود واضحة حول العلاقة العملية”.
كيفية حل الصدمة المالية
التواصل
لا يجب أن تكون الصدمة المالية عقوبة مدى الحياة. في مراجعة الدكتور بوكوالتر لدراسته حول الصدمة المالية، يقول إن أحد أولى الخطوات لحل هذه الصدمة هو ببساطة التحدث عنها. هذا هو النهج الذي أصبحت تشابمان وزوجها معتادين عليه تمامًا. “لقد جعلنا التحدث عن المال أمرًا طبيعيًا، بنفس الطريقة التي نتحدث بها عن العديد من المواضيع الأخرى”، تقول. “إنها ليست موضوعًا محظورًا في منزلنا”.
الاسترخاء الذاتي
في Trauma of Money، تقول تشابمان إن فريقها يستخدم نهجًا متعدد الخطوات لحل الصدمة المالية. “الخطوة الأولى مهمة جدًا وهي فهم حالة جهازك العصبي عندما تظهر مشكلات المال ومن ثم العثور على طرق يمكنك من خلالها تنظيم جهازك العصبي بشكل أساسي”، تقول. لذا، إذا لاحظت أنك تصبح قلقًا ومتحمسًا جدًا عند التعامل مع المواقف المالية، فإنها توصي بأن تمنح نفسك فرصة الاعتراف بهذا الاستجابة، والابتعاد لتهدئة جهازك العصبي، والعودة إلى أمورك المالية بعد أن تصل إلى حالة عاطفية أكثر تنظيمًا.
تقليل العار
في مركز نهج تشابمان أيضًا الهدف من تقليل العار حول السلوكيات المالية. واحدة من الطرق للقيام بذلك، تقول، هو الفصل بين نفسك والسرد. “لذا إذا كان الأمر كذلك، ‘أنا سيء في التعامل مع المال أو أنا سيء في التعامل مع المال لأن لدي ديون على بطاقات الائتمان’، فهل هذا صحيح؟ وكيف يمكنك فصل نفسك عن السرد؟”
بعض هذه المعتقدات السلبية المرتبطة بسلوكنا المالي تنبع من الصدمة المالية – ويمكن أن تكون مقنعة للغاية. لذا، تكرر تشابمان مدى أهمية تذكير نفسك بأنك “لست السرد، أنت شخص ذو قيمة فطرية موجود خارج السرد”.
بعد اتخاذ بعض هذه الخطوات للتعامل مع جذور الصدمة المالية ومغفرة أنفسنا عن كيفية تجسيدها، “هنا يمكننا أن ندخل في حالة أكثر توسعًا لإعادة تصور مستقبل جديد لأنفسنا”، تقول تشابمان. “وبعد ذلك، نحن الآن أكثر دعمًا لاتخاذ الإجراءات التي نحتاج إلى اتخاذها”.
Source: https://www.realsimple.com/work-life/money/signs-of-financial-trauma
اترك تعليقاً