إذا كنت تبحث عن طرق أخرى للمشاركة في الرعاية المجتمعية، فقد تكون المتاجر المجانية هي الحل. في هذا المقال، سنتعرف على تاريخ المتاجر المجانية، وكيفية عملها، وكيف يمكنك المساهمة فيها أو بدء واحدة خاصة بك.
تاريخ المتاجر المجانية
فكرة سوق أو متجر بدون مال ليست جديدة على الإطلاق. في الواقع، إنها فكرة تعود إلى القرن السابع عشر وما زالت مستمرة في القرن الحادي والعشرين. أول تجربة معروفة لهذه “الأسواق” كانت من ابتكار جماعة ديجرز الزراعية الشيوعية في إنجلترا حوالي عام 1649-1650. تم استخدام اسم ديجرز الأصلي للإشارة إلى فكرتهم المناهضة للملكية الخاصة حيث ادعوا الملكية لأراضي (التي تعود بالفعل للملك) وزراعتها، وتبادل المحاصيل بحرية مع المجتمعات الفقيرة الأخرى. تم قمع الحركة بسرعة من قبل الطبقة الحاكمة، ولكن فكرة المجتمع الذي يساهم فيه كل فرد بما يستطيع ويحصل على ما يحتاجه استمرت في التطور والظهور بتجسيدات مختلفة على مر القرون.
في ستينيات القرن العشرين، بدأ مجموعة من النشطاء المناهضين للثقافة السائدة في حي هايت-أشبوري في سان فرانسيسكو بالاشارة إلى أنفسهم بـ “ديجرز سان فرانسيسكو” وقدموا عروضًا فنية مجانية ووجبات طعام مجانية ومتجرًا مجانيًا للمجتمع. في صيف عام 1967، تعاونت المجموعة مع روي بالارد ولاري ماميا، منظمين لحقوق الإنسان ومتابعين لمالكوم إكس، لإطلاق ما يسمونه متجر الأشخاص الأفارقة المجاني.
اليوم، يمكن أن يكون المساهمة في متجر مجاني قريب منك أو حتى بدء واحد في مجتمعك طريقة رائعة للمشاركة في الرعاية المجتمعية.
المتاجر المجانية في جميع أنحاء البلاد
ببحث سريع على جوجل عن “RRFM بالقرب مني” سيوفر نتائج مفيدة (هناك أسواق مجانية في جراند رابيدز وسان فرانسيسكو ونيو بالتز وسياتل، وغيرها). ونفس الشيء ينطبق على المتاجر المجانية – فهي موجودة في بورتلاند وبالتيمور وناشفيل وغيرها من المواقع. لمعرفة المزيد، التقينا ببعض المنظمين وراء بعض المتاجر المجانية والأسواق في الولايات المتحدة.
مشروع المتجر المجاني (مدينة نيويورك، نيويورك)
بعد عدة أشهر من جائحة كوفيد-19، في أكتوبر 2020، قررت مايلز سموتني، ناشطة ومنظمة، القيام بشيء لمساعدة جيرانها في مدينة نيويورك. قالت سموتني: “الأشخاص الذين بقوا في المدينة هم الذين لا يستطيعون التحرك إلى أي مكان آخر، أشخاص قضوا معظم حياتهم في هذه الأحياء. أردت أن أفعل شيئًا لرفع روحهم. شيئًا ممتعًا”.
كانت أول مواقع المتجر المجاني في حيها الخاص، وسط الجانب الشرقي، ولكن الفكرة انتشرت بسرعة. قبل فترة قصيرة، ظهرت العديد من المتاجر المجانية في مناطق مانهاتن وبروكلين وكوينز. بدأ الناس في الاتصال وتقديم الرفوف والطابعات ورفوف العرض وغيرها. تقول سموتني: “كان الناس يتصلون بي ويقولون: ‘أرى على الخريطة الخاصة بك أنه لا يوجد متجر مجاني بالقرب مني، فكيف يمكنني بدء واحد؟’ وكنت أقول دائمًا: ‘أنا هنا لمساعدتك. هيا بنا’”. يتم إعداد المتاجر على الأرصفة، وتتحمل كل مجتمع مسؤولية الحفاظ على المتجر وإبقائه مشتعلاً. إنها توفر أكثر من المواد، فهي توفر فرصًا جديدة للجيران للقاء بعضهم البعض وتكوين روابط لم يكن من الممكن تكوينها بدون ذلك. تقول سموتني: “أشاهد أشخاصًا لا يمكن أبدًا تخيلهم معًا يتواصلون عبر كتب بيرنستين بيرز أو أحذية تيمبرلاند. لقد أنشأنا شيئًا مميزًا حقًا هنا”.
شبكة فريسايكل (عالميًا)
ديرون بيل هو مؤسس ومدير تنفيذي لشبكة فريسايكل، وهي حركة أساسية وغير ربحية تمنع 1000 طن من القمامة من الدخول إلى المزابل يوميًا. يقول بيل: “هذه العناصر لديها الكثير من القيمة المتبقية فيها، فقط ليس لديها قيمة مالية بعد الآن”.
تعمل الشبكة على الصعيدين العالمي والمحلي – هناك مجتمعات مشاركة حول العالم، ولكن يتم تنظيم كل مجتمع من قبل متطوعين محليين. ما بدأ كمجموعة ياهو تحول إلى ظاهرة مع وجود مجموعات على ست قارات. ترى شبكة فريسايكل هدفها بأنه بيئي في الجوهر. يقول بيل: “إذا قمت بإهداء أريكة مستعملة على فريسايكل، فأنت تمنع أريكة تزن مائة رطل من الدخول إلى المزبلة، ولكنك أيضًا توفر 20 مرة ذلك في النفايات الصناعية لأنه لا يحتاج إلى استخراج مواد خام (قطن، خشب، ديزل، ماء، إلخ.) من الطبيعة لصنع أريكة جديدة. يمكن لنا كمستهلكين أن نؤثر بشكل كبير على دورة الإنتاج من خلال إعادة الاستخدام”.
المتجر (ناشفيل، تينيسي)
عندما تدخل المتجر في ناشفيل، قد تعتقد أنه متجر بقالة عادي. يتجول العملاء في الممرات التي تحتوي على مواد غذائية أساسية ومنتجات الألبان والخضروات، ويختارون العناصر ويضعونها في عربة أو سلة التسوق. الفرق الوحيد هو أن الكاشير، الذي يرتدي مئزر أخضر ليموني، لن يطلب المال أو الائتمان. يركز المتجر على قضية عدم الأمان الغذائي.
تقول كورتني فرابليك، المديرة التنفيذية للمتجر: “المجتمع الذي يتمتع بخدمات غذائية متينة هو المجتمع الذي من المرجح أن يزدهر تعليميًا، وأقل احتمالًا لديه مشاكل طبية طويلة الأمد، وأكثر احتمالًا للعثور على وظيفة في البلوغ وأن يكون عضوًا نشطًا في مجتمعه”. يعمل البقالة بالتعاون مع جامعة بيلمونت، حيث توفر البقالة الطعام، بينما توفر المدرسة المساحة، بالإضافة إلى الخدمات الصحية والقانونية للزبائن.
السوق المجاني حقًا حقًا (يبسيلانتي، ميشيغان)
حضرت المنظمة المحلية أليكسيس كينج أول سوق مجاني حقًا حقًا عندما كانت تعيش في كاربورو، نورث كارولاينا، حيث كانت المدينة تستضيف سوقًا مجانيًا شهريًا منذ عام 2004. تقول كينج: “لقد أذهلني ذلك. كان رائعًا. كان هناك شعر في الشارع، وأشخاص يعزفون على الجيتار ويوزعون الطعام. وكل شيء كان مجانيًا”. عندما انتقلت إلى يبسيلانتي بعد عدة سنوات، عرفت أنها تريد أن تجلب روح السخاء والمجتمع إلى منزلها الجديد، لذا بدأت العمل مع اثنين من النشطاء المحليين الآخرين لإطلاق أول سوق مجاني حقًا حقًا في المدينة.
تقول كينج: “لم نتوقع أن يكون الحدث الأول بهذا الحجم، لكن مئات الأشخاص ظهروا واستمروا في إحضار الأشياء. كان لدينا منطقة إعلامية مع أقراص مدمجة وكتب، ومنطقة حيث كان الناس يقدمون الخدمات والمهارات، مثل الوخز بالإبر مجانًا على سبيل المثال. وكان لدينا وليمة، لذا كان هناك الكثير من الطعام. الجميع مساهم، ساعدنا في إعداد الحدث وتفكيكه”. الآن، يستضيف كينج وشركاؤها أحداثًا أسبوعية ويسعون لتوسيع مشروعهم ليشمل ورش عمل لتبادل المهارات ودليل للموارد البشرية والمزيد. توضح كينج: “ليس الأمر متعلقًا بالموارد المادية فقط، بل يتعلق بالدعم وخلق شبكة مستدامة من الاتصال في المجتمع”.
كيفية بدء متجر مجاني في مجتمعك
إطلاق متجر مجاني لا يحتاج إلى أن يكون أمرًا مربكًا. يوصي المنظمون الذين تحدثت معهم بالبدء من مكان ما. عندما بدأ بيل شبكة فريسايكل، كانت مجرد مستودع في توسون. يقول: “كنت أدير برنامجًا لإعادة التدوير في ذلك الوقت، وكنا نتلقى تبرعات لأشياء لا يمكن إعادة تدويرها. كنا بحاجة إلى إيجاد طريقة أفضل لإيجاد منازل جديدة لمستودع مليء بالأشياء المستعملة، لذا قمنا بإنشاء منتدى عبر الإنترنت بسيط”.
من المهم أن نتذكر أن طريق المتجر المجاني لا يجب أن يكون طريقًا وحيدًا. اقتصاد المشاركة يعتمد بشكل طبيعي على أعضاء المجتمع لجعله يحدث. يهم هذا في توفير العناصر في المتجر، ولكنه يهم أيضًا في الصيانة والتواصل مع المجتمع وتعزيز الروابط البشرية.
تقول سموتني: “شيء واحد تعلمناه هو أن الشراكة المجتمعية هي الأكثر نجاحًا. كما توصي بتعلم من أولئك الذين لديهم خبرة في هذا المجال، مع ضبط الأمور لتناسب مجتمع محدد. تقول: “خلال عامين من العمل، كان لدينا ما يقرب من 200 متطوع جاءوا وذهبوا، لذا قمنا بإعداد نوع من الكتيب يحتوي على نصائح لعمليات ناجحة”، وتضيف: “ونحن هنا كمصدر، مع الاعتراف بأن الجميع يجب أن يكون لديه شيء خاص به إذا أردنا أن يشعروا حقًا بالانتماء إلى ما نقوم به”. يعمل جميع المنظمين مع المنظمات المحلية الموجودة مثل مراكز المجتمع والمقاهي والحانات والفضاءات الفنية. الفكرة هي إعادة استخدام البنية التحتية الموجودة لإنشاء شيء جديد للمجتمع.
هل كانت هذه الصفحة مفيدة؟ شكرًا لتعليقك! أخبرنا لماذا! آخر
Source: https://www.realsimple.com/work-life/money/what-are-free-stores
اترك تعليقاً