قبل أن تحظر واشنطن تصدير وحدات معالجة الرسومات عالية الأداء من نفيديا إلى الصين، كانت شركات التكنولوجيا العملاقة في البلاد تخزنها تحسبًا لحرب تكنولوجية متصاعدة بين البلدين.
تأثير الحظر على شركات الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة
قامت شركة بيدو، واحدة من الشركات التكنولوجية التي تبني نظرائها الصينية لشركة OpenAI، بتأمين ما يكفي من رقائق الذكاء الاصطناعي لتدريب نموذجها المعروف باسم Ernie Bot للسنة أو السنتين المقبلتين، وفقًا لما صرح به الرئيس التنفيذي للشركة روبن لي في مكالمة أرباح هذا الأسبوع.
وقال لي: “بالإضافة إلى ذلك، فإن عملية الاستدلال تتطلب رقائق أقل قوة، ونحن نعتقد أن احتياطينا من الرقائق، بالإضافة إلى البدائل الأخرى، سيكون كافيًا لدعم العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأصلية للمستخدمين النهائيين. وفي المدى البعيد، فإن وجود صعوبات في الحصول على أحدث الرقائق يؤثر بالضرورة على وتيرة تطور الذكاء الاصطناعي في الصين. لذا، نحن نبحث بنشاط عن بدائل”.
لقد اتخذت شركات التكنولوجيا الصينية الغنية أيضًا تدابير استباقية ردًا على ضوابط التصدير الأمريكية. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز في أغسطس، قامت شركات بيدو وبايتدانس وتنسنت وعلي بابا بطلب حوالي 100،000 وحدة من معالجات A800 من نفيديا لتسليمها هذا العام، مما كلفهم ما يصل إلى 4 مليارات دولار. كما اشتروا بقيمة 1 مليار دولار من وحدات معالجة الرسومات التي من المقرر تسليمها في عام 2024.
تحديات الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي
يمكن أن تثقل الاستثمارات الكبيرة المقدمة مسبقًا العديد من الشركات الناشئة عن الدخول في سباق الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، هناك استثناءات إذا تمكنت الشركة الشابة من تأمين استثمارات جذابة بسرعة. فقد اكتسبت شركة 01.AI، التي تأسست في أواخر مارس من قبل المستثمر البارز كاي-فو لي، عددًا كبيرًا من رقائق الاستدلال عالية الأداء من خلال القروض وسددت بالفعل ديونها بعد جمع رأس المال الذي قيمته بمليار دولار.
وبفضل احتياطيها من وحدات معالجة الرسومات، قامت شركة بيدو مؤخرًا بإطلاق Ernie Bot 4، والذي زعم لي أنه “لا يتفوق على GPT-4 بأي شكل من الأشكال”.
تصنيف نماذج اللغة الطويلة هو أمر صعب بسبب تعقيد هذه النماذج الذكاء الاصطناعي. لجأت العديد من الشركات الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي إلى زيادة التصنيف عن طريق تحقيق معايير جداول نماذج اللغة الطويلة بجدية، ولكن فعالية هذه النماذج عند تطبيقها على التطبيقات الحقيقية لا تزال قيد الحكم.
سيضطر اللاعبون الصغار في مجال الذكاء الاصطناعي، الذين يفتقرون إلى التدفق النقدي لتخزين الرقائق، إلى الاكتفاء بمعالجات أقل قوة لا تخضع للرقابة التصديرية الأمريكية. بدلاً من ذلك، يمكنهم انتظار فرص الاستحواذ المحتملة. يتوقع لي أنه مع توافر عدة عوامل، بما في ذلك ندرة الرقائق المتقدمة، والطلب العالي على البيانات والمواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، والاستثمارات الكبيرة المقدمة مسبقًا، ستنتقل الصناعة قريبًا إلى مرحلة التوحيد.
ملخص
تواجه شركات الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة صعوبات بسبب حظر تصدير رقائق الشركات الأمريكية. ومع ذلك، فإن الشركات العملاقة في الصين تمتلك احتياطيات كافية من الرقائق لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأصلية. وتتخذ الشركات الصينية الغنية تدابير استباقية للتعامل مع ضوابط التصدير الأمريكية. وتواجه الشركات الناشئة التحدي نظرًا لعدم توافر الموارد والهيكل التنظيمي لدعم مسؤول تنفيذي كبير متخصص في الذكاء الاصطناعي. ولذلك، يمكن للشركات الناشئة الاستفادة من تعيين مسؤول ذكاء اصطناعي جزئي الوقت الذي يمتلك خبرة واسعة في هذا المجال.
ثلاث مراحل لاعتماد الذكاء الاصطناعي
على الرغم من أهمية الذكاء الاصطناعي القائم على الإنتاجية وكفاءة سير العمل، إلا أنه من الصعب على الشركات إنشاء مقياس موثوق به لعائد الاستثمار في مرحلة مبكرة من منحنى الاعتماد، خاصة في بيئة يُتوقع أن تكون الشركات أكثر تحفظًا في الإنفاق.
تعد زيادة الإنتاجية وكفاءة سير العمل هي السائق الأول لاعتماد الذكاء الاصطناعي. ووفقًا لدراسة أجرتها BCG مؤخرًا، يمكن للذكاء الاصطناعي القائم على الإنتاجية أن يحقق تحسينات كبيرة في سير العمل والعمليات والأدوات الداخلية. يمكن للمشاركين الذين استخدموا GPT-4 إكمال 12٪ من المهام بمعدل أسرع بنسبة 25٪ من المجموعة الضابطة بدون GPT-4. وهذا هو المكان الذي سنرى فيه عائد الاستثمار أولاً. دعونا نسميها المرحلة الأولى.
المرحلة الثانية هي تحسين تجربة العملاء. في الوقت الحاضر، يتوقع العملاء تجارب رقمية أفضل وأكثر تخصيصًا. يمكن للذكاء الاصطناعي القائم على الإنتاجية تحقيق التخصيص في تجاربك الرقمية.
اترك تعليقاً