في عالم رقمي مصمم ليكون مشتتًا، من الصعب أن تحدد مكان انتباهك. ولكن وفقًا للدكتورة غلوريا مارك، أستاذة وباحثة في جامعة كاليفورنيا في إيرفين، فإن ذلك هو المفتاح الحقيقي للتركيز العميق في العمل.
ما هو التركيز فيما يتعلق بفترات الانتباه لدينا؟
تعتقد معظم الناس أن الانتباه لديه حالتين: إما أن تكون مركزًا أو أن لا تكون مركزًا. ولكن الحقيقة أنه أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير. بدلاً من أن يكون التركيز مرتبطًا بمكان واحد ثابت في الدماغ، لدينا في الواقع ثلاثة شبكات أساسية للانتباه تعمل في أي وقت معين.
هناك شبكة مسؤولة عن اختيار المعلومات التي نركز عليها. وهناك شبكة أخرى مسؤولة عن اليقظة – الانتباه المستدام لشيء ما. ثم هناك شبكة ثالثة تشارك في العمل الدفاعي. إنها تقوم بتصفية المعلومات الجانبية لمنعنا من الانحراف عن التركيز.
عندما تكون مركزًا، يمكن للشبكات الثلاثة أن تؤدي عملها بشكل جيد. إنها تختار وتحدد أولويات ما نريد العمل عليه. يمكننا أن نكون مركزين على شيء ما وأن نصفي التشتتات.
في كتابك، تتحدثين عن بعض الأفكار الشائعة حول التركيز. هل يمكنك مناقشة واحدة من هذه الأفكار وكيفية مواجهتها؟
واحدة من الروايات الشائعة التي نسمعها هي أنه يجب علينا أن نسعى دائمًا للتركيز ونحاول أن نقوم بأكبر قدر ممكن من المهام وبالتالي نكون منتجين. ولكن من الصعب جدًا على الأشخاص أن يحافظوا على التركيز المستدام لفترات طويلة من الزمن بنفس الطريقة التي لا يمكننا فيها رفع الأثقال طوال اليوم دون أن نشعر بالإرهاق.
من المهم حقًا أن نأخذ فترات استراحة كبيرة لتجديد أنفسنا واستعادة طاقتنا حتى نتمكن من التركيز بشكل أفضل عند العودة إلى العمل. لدى الأشخاص موارد انتباه محدودة، وعندما نحتفظ بالتركيز المستدام لفترة طويلة من الزمن، فإننا نستنزف تلك الموارد.
أفضل استراحة هي الخروج في الهواء الطلق لمدة 20 دقيقة. وأفضل شيء على الإطلاق هو أن نكون في الطبيعة، لأننا نعلم أنها تعتبر أكثر أنواع الاستراحة تجددًا للنفس.
لقد تحدثت عن كيفية تراجع قدرات انتباهنا بشكل كبير من حوالي دقيقتين ونصف إلى حوالي 47 ثانية خلال العقد الماضي عندما نشارك مع الشاشات. ما هي العواقب المحتملة لهذا التراجع الجماعي؟
نعلم أنه عندما يقوم الناس بتحويل انتباههم بسرعة – وهو التعدد في المهام – فإنه يؤثر على الأداء بعدة طرق. الأمر الأول: يقوم الناس بارتكاب المزيد من الأخطاء. هناك دراسة أجريت مع الأطباء تظهر أنهم يرتكبون المزيد من الأخطاء في وصف الوصفات عندما يتحول انتباههم.
الأمر الثاني هو أنه يبطئ الأشخاص. نعتقد أنه من خلال تحويل انتباهنا، نحقق المزيد، أليس كذلك؟ [نعتقد] أننا نقوم بالعمل على المزيد من الأشياء المختلفة وبشكل أسرع، ولكن هناك تكلفة في كل مرة. تخيل أن لديك لوحة بيضاء في عقلك، وتحمل تلك اللوحة تمثيلًا للمعلومات التي نحتاجها لأداء مهمة. ثم فجأة، نحن نحول انتباهنا ونفعل شيئًا آخر – دعونا نقول البريد الإلكتروني. إنه مثل محو تلك اللوحة البيضاء ومن ثم كتابة معلومات جديدة.
أسوأ شيء على الإطلاق، في رأيي، هو أن تحويل انتباهنا بسرعة يسبب الإجهاد. نعلم من عقود من الأبحاث المختبرية أن ضغط الدم يرتفع. في بحثي في المختبرات الحية، نرى أنه عندما يرتدي الناس أجهزة مراقبة معدل ضربات القلب، عندما يحولون انتباههم بسرعة، يرتفع مستوى الإجهاد لديهم.
كيف يمكننا الحصول على سيطرة على انتباهنا؟
نحقق ذلك من خلال ما أسميه الوعي الذاتي، وهو أن نكون على علم بما نقوم به أثناء حدوثه. لقد اكتسبت هذا خلال الجائحة. كنا نعمل في المنزل وقدمت جامعتي دورة في تقليل التوتر القائم على الوعي بالحاضر. أدركت أنه يمكننا أن نفعل بالضبط نفس الشيء عندما نكون على أجهزتنا. يمكننا أن نتعلم كيف نركز على الحاضر حتى نتمكن من تصفية جميع هذه التشتتات الأخرى.
عندما يكون لدي رغبة [في التشتت]، أستجوب نفسي: لماذا لدي هذا الرغبة؟ لماذا أحتاج إلى التحقق من الأخبار الآن؟ عادةً ما يكون السبب هو أنني مللت أو أنني أرغب فقط في التسويف. [إذا] واجهت تلك الأسباب، يمكنني أن أصبح مقصودًا. يمكنني أن أتخذ إجراءً وأتغير. لا يمكن لأي شخص أن يحتفظ بفترات طويلة من التركيز المستدام دون أخذ استراحة ومتوقعًا أن يكون الأداء عاليًا.
بمجرد أن نصبح أكثر وعيًا بانتباهنا، كيف يمكننا توجيهه نحو تركيز أعمق؟
الانتباه موجه نحو الهدف. نوجه انتباهنا وفقًا لهدفنا. إذا كان هدفي هو العمل على تقرير، فإن هذا هو مكان انتباهي. إذا كان هدفي هو التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي، فلدي هذا الرغبة في التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي. هذا هو مكان انتباهي.
لقد قمت ببعض العمل مع أليكس ويليامز وزملائي في بحث مايكروسوفت حول وكيل محادثة بسيط جدًا يطلب من الناس في بداية اليوم: “ما الذي تريد تحقيقه وكيف ترغب في الشعور؟” ببساطة طرح هذين السؤالين ساعد الناس على البقاء على المسار، لأنهم جعلوا الأهداف في المقدمة وساعدوا في توجيه الانتباه.
الأهداف ديناميكية. تتلاشى وتظهر في عقولنا، ومن المهم حقًا أن نذكر أنفسنا بما هي أهدافنا. كتابتها على ورقة، أو وجود تسجيل صوتي – أي شيء يتطلبه الأمر لتذكير أنفسنا بما هي أهدافنا.
لقد ذكرت أن التكنولوجيا تساعد وتؤذي تركيزنا. بأي طرق يمكن أن تساعد؟
عندما نفكر في الذكاء الاصطناعي كمساعد أو مدرب، أعتقد أن هناك وعد هناك. تخيل أن لدينا مساعد شخصي يمكنه مساعدتك في تعلم هذا المفهوم الذي يسمى الوعي الذاتي وفهم متى تشعر بالإرهاق. يمكنه أن يلمح لك – “مهلاً، ألا تعتقد أنه حان الوقت للراحة؟” إذا كنت تقضي وقتًا طويلًا جدًا على وسائل التواصل الاجتماعي، فيمكنه أن يدربك ويقول: “حان الوقت للعودة”.
لا ينبغي أن يقوم الوكيل بكل العمل بالنيابة عنك ولكن يجب أن يتعلم عن سلوكك ومزاجك حتى يتمكن من مساعدتك في الاستجابة والتكيف بشكل أفضل مع البيئة. يجب أن يكون دور التكنولوجيا دور الممثل الداعم والفرد هو اللاعب الأساسي.
لمزيد من المحادثة، استمع إلى بودكاست Remotely Curious، بودكاست dropbox عن العمل عن بُعد.
Source: https://blog.dropbox.com/topics/work-culture/gloria-mark-on-why-multitasking-is-the-enemy-of-focus
اترك تعليقاً