الإبداع يمكن أن يشعر في كثير من الأحيان بأنه شرس ومتقلب – مقابلة غريبة للنظام التحليلي المطلوب لتحقيق إنتاجية حقيقية. بالنسبة للموسيقي ومضيف البودكاست والمنتج هريشيكش هيرواي، إن إنتاج أفضل أعماله يعني الجمع بين فكرة إبداعية وممارسة منضبطة. بعض من أبرز مشاريعه، مثل سلسلة البودكاست Song Exploder التي تحولت إلى وثائقي على نيتفليكس، تستكشف هذا التوازن المعد بعناية بين التدفق والهيكل. تحدث مع تيفاني جونز براون عن عمله الإبداعي الخاص، وكيفية الاستفادة من التركيز العميق من خلال تقييد التشتت، ودور التعاون في الإبداع.
ماذا يعني الإبداع بالنسبة لك؟
هريشيكش هيرواي: أعتقد أن ذلك يعتمد على الدور الذي يفترض أن يلعبه في حياتك. بالنسبة لي، الإبداع ليس شيئًا ألعب به هنا وهناك. إنه جزء أساسي من من أنا والشيء الذي أشعر به أكثر رضاً. [عندما كنت صغيرًا]، كان الإبداع بطريقة ما اسمًا للجزيرة الغريبة التي عشت فيها والتي كانت مختلفة عن الحياة التي يفهمها والدي وثقافة تربيتي. كان يبدو وكأنه وسيلة لتمييز كل الغرائز التي كانت لدي والتي تسقط خارج ما كان متوقعًا. وكان هذا هو الشيء الذي أعطاني الكثير من الفرح. فكرة أن هذا الشيء ليس موجودًا اليوم، وفي اليوم التالي يكون هنا، وذلك بسبب أنني صنعته.
ما الدروس التي تعلمتها من العمل مع الأشخاص الإبداعيين الآخرين؟
أحد الأشياء التي تعلمتها بشكل كبير، على الأقل عن نفسي، هو أنني بحاجة إلى فرض نوع من الانضباط – شيء يشعر وكأنه عكس الإبداع، بعض الهيكل لكي أتفاعل فعليًا معه. رأيت الناس يفعلون ذلك بطرق مختلفة. تحدثت مع أشخاص في بودكاست Song Exploder قالوا لي: ذهبت في مهمة حيث كتبت أغنية كل أسبوع لمدة 12 أسبوعًا. أو كتبت أغنية كل يوم لمدة 30 يومًا. وما بدأت في القيام به في السنوات القليلة الماضية هو تخصيص كل يوم جمعة للعمل فقط على الموسيقى.
هذا جزء من روتيني الآن. لا أجد أي اجتماعات أخرى ولا أجري أي مكالمات هاتفية. أحاول عدم النظر إلى بريدي الإلكتروني لأنني يمكن أن أنجذب بسهولة إلى الشعور بالإنتاجية عن طريق النظر إلى البريد الإلكتروني أو الوسائط الاجتماعية. لا أعرف ما إذا كان هناك طريقة لإنشاء شعور الإبداع، ولكن هناك طريقة لإنشاء الظروف للاستفادة من أي إبداع تملكه.
ما هي نصيحتك للبقاء مركزًا ومنشغلًا بشكل إبداعي – خاصة عند العمل عن بُعد؟
حسنًا، بالتأكيد يساعد أن أكون في مكان يمكنني فيه الخروج والقيام بنزهة صغيرة أو حتى القيام ببعض السير خارج جراجي. النهوض والابتعاد عن الشيء الذي تعمل عليه أمر حقًا مهم جدًا. سواء كان داخليًا أو خارجيًا أو مجازيًا. هذا يساعد.
أعتقد أن أحد الأسباب التي جعلت العمل عن بُعد يبدو طبيعيًا بالنسبة لي وأستمتع به هو أنني أحب حقًا التحدث إلى الناس عبر الهاتف. وأعتقد أن ذلك يساعد كثيرًا – أخذ استراحة من ما أعمل عليه لإعطاء دماغي تحديثًا، ولكن أيضًا فيما يتعلق بالأشياء الفعلية التي أفعلها عندما أتحدث إلى الناس عن بُعد، أو عندما أجري مقابلات مع الناس لبودكاست وهم في مكان آخر. لا أجد أن الابتعاد عن شخص ما جسديًا يقلل من الشعور بالحميمية أو الارتباط الذي يمكن أن تكون لديك معهم.
كثيرًا ما تتحدث عن التعاون الإبداعي مع ضيوفك في بودكاست Song Exploder. ما الدور الذي يمكن أن يلعبه التعاون في “تلميع” فكرة إبداعية؟
أحد الأشياء التي أفكر فيها كثيرًا عندما يتعلق الأمر بعملية الإبداع الخاصة بي هو شيء قاله ترينت ريزنور في حلقته من البودكاست. كان يتحدث عن تعاونه مع أتيكوس روس كجزء من فرقة ناين إنش نيلز. قدم بعض الأفكار، صنع شيئًا، وكانت فوضوية. ثم يغادر، ويتولى أتيكوس الأمر، ويحاول جعل بعض الحس العقلاني منها. من خلال السماح لأتيكوس بالدخول والنظر فيها، يمكنه الآن التعرف على الأشياء التي يستجيب لها. [الشخص الآخر] يمكن أن يكون قليلاً تحليليًا ويسمح أيضًا لهم بأن يكون لديهم بعض الرد الغريزي على هذا الشيء الذي قام به أصلاً بشكل غريزي.
يبدو أن هناك توازنًا في عملية الإبداع بين الحدس والانضباط والتحليل. ما رأيك في ذلك؟
أعتقد أن الإبداع – على الرغم من كل ما قلته عن توفير الانضباط لاستكشافه – لا يحدث بطريقة مجردة من التحليل. في كثير من الأحيان لا يظهر في حياتك بطريقة منظمة ونظيفة. الكثير منه صعب تمييزه من القمامة، وهناك عنصر في العمل يجب أن تكون مركزًا على ما تفكر فيه وما تشعر به وتلتقطه حتى تتمكن من العودة إليه.
لذا أود أن أقول أنهما مهمان للغاية: الجانب التحليلي للشيء والجانب الحدسي للشيء. ولكن يجب أن يتعايشا لأنه بدون حدس، بدون الجزء الغريزي للإبداع، لن يكون لديك شيء يشعر بالحياة. وبعض الأشخاص جيدين حقًا في القدرة على القيام بكليهما. يمكن لبعض الأشخاص توليد الأفكار وتحليلها، ويمكنهم القيام بذلك بمستوى من البرودة يسمح لهم برؤية ما يعمل حقًا. ولكن السبب في أن العديد من الفنانين يعملون مع المنتجين، أو السبب في أن العديد من الأشخاص لديهم زملاء في الفرقة، أو لديهم متعاونون خارجيون، هو أنه في كثير من الأحيان تحتاج فعلاً إلى دماغ شخص آخر هناك ليخبرك ما الذي يعمل.
لمزيد من هذا الحوار، استمع إلى بودكاست Remotely Curious، بودكاست dropbox عن العمل عن بُعد.
اترك تعليقاً