كان تداول العملات الأجنبية في السابق شيئًا يقوم به الناس فقط عندما يحتاجون إلى عملة أجنبية لاستخدامها أثناء السفر في بلدان أخرى. ينطوي ذلك على استبدال جزء من عملة بلدهم بعملة أخرى في بنك أو وسيط صرف أجنبي، وسيتلقون عملتهم الأجنبية بسعر صرف العملة الحالي الذي يقدمه البنك أو الوسيط.
في الوقت الحاضر، عندما تسمع شخصًا يشير إلى تداول العملات الأجنبية أو الفوركس، فعادةً ما يشير إلى نوع من تداول الاستثمار الذي أصبح شائعًا الآن. يتساءل العديد من الأشخاص كيف يعمل تداول العملات الأجنبية، المعروف أيضًا باسم تداول الفوركس، لأنهم مهتمون بتعلم كيفية تداول العملات بأنفسهم.
سوق الفوركس للمبتدئين
يبدو أنه شيء يجده معظم الناس سهلاً، باستثناء أنه في هذه الصناعة الخاصة، هناك معدل عالٍ للفشل بين المتداولين الجدد بسبب وجود منحنى تعلم شديد الانحدار.
حتى المتداولين الذين يدركون ذلك عادةً ما يبدأون بموقف “حدث لهم، لكنه لن يحدث لي”. في النهاية، يترك متوسط 77% من هؤلاء المتداولين بدون أي شيء، غير متأكدين تمامًا ما حدث لهم، أو ربما يشعرون بالخداع.
تداول الفوركس ليس عملية احتيال؛ إنها مجرد صناعة تم إعدادها بشكل أساسي للأشخاص الذين يفهمونها. يجب أن يكون هدف المتداولين الجدد هو البقاء على قيد الحياة طوال الوقت الكافي لفهم كيفية عمل تداول العملات الأجنبية الداخلية وأن يصبحوا واحدًا من هؤلاء الأشخاص الذين يفهمونها، وسيأتي ذلك من خلال دراسة السوق وفهم المصطلحات وتعلم استراتيجيات التداول.
الفوركس والرافعة المالية
أكبر شيء يجعل معظم المتداولين يفشلون هو القدرة على استخدام ميزة تداول تسمى الرافعة المالية. استخدام الرافعة المالية يسمح للمتداولين بالتداول في السوق باستخدام مزيد من المال مما لديهم في حساباتهم.
على سبيل المثال، إذا كنت تتداول بنسبة 2:1، يمكن أن يكون لديك إيداع بقيمة 1000 دولار في حساب الوساطة الخاص بك، ومع ذلك يمكنك التحكم والتداول بقيمة 2000 دولار من العملة في السوق. تقدم العديد من وسطاء الفوركس ما يصل إلى رافعة مالية 50:1. يمكن أن يكون هذا خطيرًا، حيث يميل المتداولون الجدد إلى الانتقال والبدء في التداول بهذه الرافعة المالية 50:1 على الفور دون أن يكونوا مستعدين للعواقب.
التداول بالرافعة المالية يبدو وكأنه وقت جيد حقًا، وصحيح أنه يمكن أن يزيد من سهولة كسب المال، ولكن الشيء الذي لا يتحدث عنه كثيرًا هو أنه يزيد أيضًا من مخاطر الخسارة.
إذا كان لدى متداول بقيمة 1000 دولار في حسابه يتداول زوج عملات معين برافعة مالية 50:1، فهذا يعني أنه سيتداول 50000 دولار في السوق، وسيكون كل نقطة تتحرك بقيمة حوالي 5 دولارات. إذا كانت الحركة اليومية المتوسطة لسعر زوج العملات بين 70 و 100 نقطة، فقد يكون خسارتك المتوسطة في يوم واحد بين 350 و 500 دولار. إذا قمت بصفقة سيئة حقًا، فقد تفقد حسابك بأكمله في يومين، وبالطبع، يفترض أن الظروف طبيعية.
يمكن أن يقول معظم المتداولين الجدد، وهم متفائلون، “لكن يمكنني أيضًا أن أضاعف حسابي في غضون بضعة أيام”. على الرغم من أن هذا صحيح بالفعل، إلا أن مشاهدة حسابك يتذبذب بهذا الشكل بشكل جدي يصعب جدًا.
يفترض العديد من المتداولين أنهم لن يتأثروا عاطفيًا بتغيرات أسعار العملات المتقلبة، ومع ذلك، تثبت الواقعية العكس. عندما يشعرون بفقدان المال في الوقت الفعلي، قد يتصرفون بشكل رد فعلي بسبب رغبتهم الغير منطقية في استعادة ما فقدوه بسرعة. يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرارات متسرعة يمكن أن تزيد من الخسائر.
السوق وعواطفك
بفرض أنك تستطيع تجنب فخ الرافعة المالية، فإن التحدي الكبير التالي هو التعامل مع عواطفك. أكبر شيء ستواجهه هو عاطفتك عند تداول الفوركس. يمكن أن يتصرف سوق الفوركس مثل الأفعوانية، ويتطلب الأمر قوة شخصية لقطع خسائرك في الوقت المناسب وعدم الوقوع في فخ الاحتفاظ بالصفقات لفترة طويلة.
يجب أن يكون تداول الفوركس صيغة وطريقة يتم تنفيذها بشكل منتظم وبدون عواطف. عندما يصبح المتداولون خائفين لأن لديهم أموال في صفقة والسوق لا يتحرك في اتجاههم، يلتزم المحترف بطريقة التداول الخاصة به ويغلق صفقته لتقليل خسائره. بالمقابل، يبقى المبتدئ في الصفقة على أمل أن يعود السوق. يمكن أن يتسبب هذا الاستجابة العاطفية في خسارة جميع أموال المتداول المبتدئ بسرعة كبيرة.
سوف تغريك إمكانية استخدام الرافعة المالية، وإذا كانت تعمل ضدك، فإن عواطفك ستؤثر على اتخاذ قراراتك، ومن المحتمل أن تخسر المال. أفضل طريقة لتجنب كل ذلك هو وضع خطة تداول يمكنك الالتزام بها، مع طرق واستراتيجيات قمت باختبارها والتي تؤدي إلى صفقات رابحة بنسبة 50% على الأقل.
الخلاصة
يعمل سوق الفوركس بشكل مشابه لأي سوق آخر يتداول فيه أصول مثل الأسهم والسندات أو السلع. ستحدد الطريقة التي تختارها لتداول سوق الفوركس ما إذا كنت ستحقق ربحًا أم لا. قد تشعر عند البحث عبر الإنترنت أن الآخرين يمكنهم التداول في الفوركس بنجاح وأنت لا تستطيع. هذا غير صحيح؛ إنه مجرد تصور ذاتي يجعله يبدو هكذا.
العديد من الأشخاص الذين يتداولون العملات الأجنبية يواجهون صعوبات، ولكن يمنعهم الكبرياء من الاعتراف بمشاكلهم، وستجدهم ينشرون في المنتديات عبر الإنترنت أو على Facebook عن مدى روعة أدائهم عندما يكونون يعانون مثلك.
فهم سوق الفوركس والفوز في تداول العملات الأجنبية عبر الإنترنت هو هدف يمكن تحقيقه إذا حصلت على التعليم وحافظت على هدوئك أثناء التعلم. قم بالتدرب على حساب تجريبي لتداول الفوركس أولاً، وابدأ بمبلغ صغير عندما تبدأ في استخدام المال الحقيقي. دع نفسك أن تكون خاطئًا وتعلم كيفية التعامل مع ذلك عندما يحدث. يفشل الناس في تداول الفوركس كل يوم لأنهم يفتقرون إلى القدرة على أن يكونوا صادقين مع أنفسهم. إذا تعلمت أن تفعل ذلك، فقد حلت نصف المعادلة للنجاح في تداول الفوركس.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
كيف تبدأ في تداول الفوركس؟
البدء في تداول الفوركس مشابه للبدء في تداول الأسهم، والشيء الرئيسي الذي تحتاجه للبدء هو حساب وساطة. ومع ذلك، قد لا يسمح لك حساب الوساطة الذي تستخدمه لتداول الأسهم بتداول أسواق الفوركس، لذا قد تضطر إلى فتح حساب جديد مع وسيط فوركس. بخلاف ذلك، تحتاج فقط إلى رأس المال المطلوب لتلبية أدنى إيداع مطلوب.
ما هو البيب في تداول الفوركس؟
في تداول الفوركس، يشير “النقطة المئوية” أو “البيب” إلى حركة زوج العملات المتداولة. إنها حركة صغيرة، وقد تكون أصغر حركة قابلة للقياس، على الرغم من أن بعض الوسطاء قد يقيسون حركات البيب الجزئية. يختلف حجم البيب، اعتمادًا على زوج العملات المتداولة، لذا يجب أن يكون تعلم حجم البيب جزءًا من بحثك عند تداول منتج جديد. لا يتم استخدام البيب في تداول الأسهم، لأن جميع حركات أسعار الأسهم تقاس بالدولارات والسنتات.
Source: https://www.thebalancemoney.com/how-does-foreign-exchange-trading-work-1345162
اترك تعليقاً