أزمة التوفير والقروض: التعريف والأسباب والتكلفة

تعتبر أزمة التوفير والقروض أكبر انهيار مصرفي منذ الكساد العظيم في عام 1929. بحلول عام 1989، فشل أكثر من 1000 من مصارف التوفير والقروض في البلاد.

الأسباب

أنشئت نظام مصارف التوفير والقروض بموجب قانون البنك المنزلي الفيدرالي في عام 1932 لتعزيز تملك المنازل للطبقة العاملة. دفعت مصارف التوفير والقروض أسعار فائدة أقل من المتوسط ​​على الودائع وعرضت أسعار فائدة أقل من المتوسط ​​على القروض العقارية. لم تتمكن مصارف التوفير والقروض من إقراض الأموال للعقارات التجارية أو توسيع الأعمال أو التعليم. حتى لم تقدم حسابات جارية.

في عام 1934، أنشأ الكونغرس الشركة الفيدرالية لتأمين الودائع لضمان وديعة مصارف التوفير والقروض. قدمت الحماية نفسها التي تقدمها هيئة التأمين الفيدرالية للودائع للبنوك التجارية. بحلول عام 1980، قامت الشركة الفيدرالية لتأمين الودائع بتأمين 4000 مصرف توفير وقروض بإجمالي أصول قدره 604 مليار دولار. برامج التأمين التي ترعاها الدولة قامت بتأمين 590 مصرف توفير وقروض بأصول قدرها 12.2 مليار دولار.

في السبعينيات، اجتمع التضخم المزدوج مع النمو الاقتصادي المنخفض والتضخم العالي. رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لإنهاء التضخم ذو الأرقام المزدوجة. هذا تسبب في ركود في عام 1980.

دمر التضخم المزدوج والنمو البطيء مصارف التوفير والقروض. وضعت التشريعات الممكّنة لها حدودًا على أسعار الفائدة للودائع والقروض. وجد المودعون عوائد أعلى في البنوك الأخرى.

في الوقت نفسه، قلص النمو البطيء والركود عدد العائلات التي تقدم طلبات للحصول على قروض عقارية. تعلقت مصارف التوفير والقروض بمحفظة متناقصة من القروض ذات الفائدة المنخفضة كمصدر وحيد للدخل.

تفاقمت الوضع في الثمانينيات. أصبحت حسابات السوق النقدية شائعة. قدمت أسعار فائدة أعلى على الادخار بدون التأمين. عندما قام المودعون بالتبديل، استنزف ذلك مصدر أموال المصارف. طلبت مصارف التوفير والقروض من الكونغرس إزالة قيود أسعار الفائدة المنخفضة. سمحت إدارة كارتر لمصارف التوفير والقروض برفع أسعار الفائدة على ودائع التوفير. كما زادت مستوى التأمين من 40،000 دولار إلى 100،000 دولار للمودع الواحد.

بحلول عام 1982، كانت مصارف التوفير والقروض تخسر 4 مليارات دولار سنويًا. كانت عكسًا كبيرًا لربح الصناعة البالغ 781 مليون دولار في عام 1980.

في عام 1982، وقع الرئيس ريغان قانون غارن-سانت جيرمان للمؤسسات المودعة. أزال تمامًا سقف أسعار الفائدة. كما سمح للبنوك بامتلاك حتى 40٪ من أصولها في القروض التجارية و 30٪ في القروض الاستهلاكية.

على وجه الخصوص، أزال القانون القيود على نسبة القرض إلى القيمة. سمح لمصارف التوفير والقروض باستخدام الودائع المؤمنة من قبل الحكومة لتقديم قروض محفوفة بالمخاطر. في الوقت نفسه، قام ريغان بتخفيض ميزانيات العاملين في الهيئة النظامية للبنك المنزلي الفيدرالي. هذا أثر على قدرتها على التحقيق في القروض السيئة.

بين عامي 1982 و 1985، زادت أصول مصارف التوفير والقروض بنسبة 56٪. أقر المشرعون في كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا قوانين تسمح لمصارف التوفير والقروض في ولاياتهم بالاستثمار في العقارات المضاربة. في تكساس، تضاعفت 40 مصرفًا للتوفير والقروض.

استخدمت المصارف أيضًا المحاسبة التاريخية. لم يتم سرد السعر الأصلي للعقارات التي اشترتها إلا عند بيع الأصل. عندما انخفضت أسعار النفط في عام 1986، انخفضت أيضًا العقارات التي تمتلكها مصارف التوفير والقروض في تكساس. لكن المصارف حافظت على القيمة على كتبها بالسعر الأصلي. هذا جعله يبدو أن المصارف في حالة مالية أفضل مما هي عليه. حاولت المصارف إخفاء حالة تدهور أصولها المتراجعة.

في الوقت الحاضر، تستخدم المصارف المحاسبة بالقيمة السوقية. يتم تحديث قيمة أصول العقارات بانتظام.

على الرغم من هذه القوانين، لم تكن 35٪ من مصارف التوفير والقروض في البلاد مربحة بحلول عام 1983. كان 9٪ منها مفلسة. مع تعثر المصارف، بدأت الشركة الفيدرالية لتأمين الودائع في النفاد من الأموال. لهذا السبب، سمحت الحكومة للمصارف السيئة بالبقاء مفتوحة. استمروا في تقديم قروض سيئة، وتستمر الخسائر في التزايد.

فضيحة

قامت لجنة أخلاقيات مجلس الشيوخ بالتحقيق في سلوك غير لائق لخمسة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي. تضمنت “الخمسة كيتينغ” جون ماكين، دينيس ديكونسيني، جون غلين، آلان كرانستون ودونالد ريغل.

تم تسمية الخمسة باسم تشارلز كيتينغ، رئيس جمعية لينكولن للتوفير والقروض في كاليفورنيا. قدم لهم 1.5 مليون دولار في مجموع تبرعات الحملة. في المقابل، وضعوا ضغطًا على هيئة البنك المنزلي الفيدرالي لتجاهل الأنشطة المشبوهة في لينكولن. كانت مهمة هيئة البنك المنزلي الفيدرالي هي التحقيق في الاحتيال المحتمل وغسيل الأموال والقروض المحفوفة بالمخاطر.

شاركت مصرف إمباير للتوفير والقروض في ميسكيت، تكساس، في الانقلابات الأرضية غير القانونية والأنشطة الإجرامية الأخرى. كلفت إفلاس إمباير المكلفين 300 مليون دولار. نصف مصارف التوفير والقروض الفاشلة كانت من تكساس. دفعت الأزمة الولاية إلى الركود. عندما تم بيع الاستثمارات العقارية السيئة للبنوك، انهارت أسعار العقارات. زادت نسبة الشواغر في المكاتب إلى 30٪، بينما انخفضت أسعار النفط الخام بنسبة 50٪.

(المصادر: “أزمة التوفير والقروض: كرونو-ببليوجرافيا”، FDIC. “أزمة التوفير والقروض وعلاقتها بالبنوك”، FDIC.gov.)

Source: https://www.thebalancemoney.com/savings-and-loans-crisis-causes-cost-3306035