التنويع هو استراتيجية استثمارية تتضمن الاستثمار في أنواع متعددة من الأصول لتقليل المخاطر. إنها طريقة للتصرف وفقًا للمثل الشهير “لا تضع جميع بيضك في سلة واحدة”. لا يكفي أن تمتلك مجموعة من الأسهم فحسب. لبناء محفظة متنوعة، تحتاج إلى الاستثمار في قطاعات متعددة في سوق الأسهم، بالإضافة إلى فئات الأصول الأخرى مثل السندات وما يعادل النقد.
ما هو التنويع في المحفظة؟
التنويع في المحفظة هو استراتيجية طويلة الأجل تتضمن توزيع الأموال على مجموعة واسعة من الأصول لتقليل مخاطر التقلبات. ومع ذلك، التنويع ليس مجرد عدد الاستثمارات التي تمتلكها.
من المهم أن تستثمر في أنواع متعددة من الأصول، مثل الأسهم والسندات وما يعادل النقد، بما في ذلك شهادات الإيداع وصناديق السوق النقدية.
لفهم كيف يعمل التنويع، دعنا نأخذ مثالًا على استثمار في الأسهم فقط. لنفترض أنك ستستثمر 100،000 دولار في سهم واحد فقط خلال عام تتوقع فيه سوق الأسهم تحقيق عائدات بنسبة 8٪. نتيجة لهذا القرار، يمكنك أن تتوقع خسارة تتراوح بين 80٪ ومكاسب تصل إلى 96٪، وفقًا لتحليل من إدوارد جونز.
إذا قمت بالاستثمار في 15 سهمًا خلال نفس الفترة، ستقلل بشكل كبير من نطاق النتائج المحتملة. من خلال التنويع مع 15 سهمًا، يمكنك أن تتوقع خسارة تتراوح بين 3٪ وربح يصل إلى 19٪. على الرغم من أن عائداتك المحتملة ستكون أقل، إلا أنك ستقلل بشكل كبير من مخاطر فقدان معظم أموالك.
لماذا يهم التنويع؟
امتلاك محفظة متركزة بشكل مفرط في أي استثمار يزيد من المخاطر إذا فشل الاستثمار. يعد امتلاك محفظة متركزة بشكل كبير في أسهم صاحب العمل الخاص بك مثالًا كلاسيكيًا. إلى جانب المخاطرة بانخفاض سوق الأسهم، هناك مخاطرة بفشل شركتك. في هذه الحالة، يكون الخطر مزدوجًا: ستصبح حصة كبيرة من استثماراتك بلا قيمة في الوقت الذي تفقد فيه وظيفتك أيضًا، كما حدث لموظفي ليمان براذرز السابقين وإنرون.
لتحقيق التنويع، تحتاج إلى القيام بأكثر من مجرد الاستثمار في العديد من الأسهم المختلفة بمفردها. في الواقع، ترغب في امتلاك:
- تنويع الأصول: مزيج من الأسهم والسندات وما يعادل النقد، وربما الاستثمارات البديلة.
- تنويع القطاع: استثمارات في 11 قطاعًا مختلفًا في سوق الأسهم.
- تنويع جغرافي: استثمارات محلية ودولية.
- تنويع زمني: مزيج من الاستثمارات التي تسمح بنتائج متعددة على مدى فترة زمنية طويلة.
الفئات الأساسية الثلاث للأصول
هناك ثلاث فئات رئيسية من الأصول التي يجب تضمينها في محفظة متنوعة:
- الأسهم: وتعرف أيضًا بـ “الأسهم”. تمثل الأسهم حصة ملكية في شركة مدرجة في البورصة. يمكنك كسب المال من خلال الارتفاع في القيمة أو إذا قامت الشركة بتوزيع الأرباح. لا يتم ضمان العائدات، لذلك يمكن أن تخسر المال إذا انخفض سعر السهم. يمكنك أيضًا الاستثمار في العديد من الأسهم المختلفة من خلال صندوق الاستثمار المشترك أو صندوق تداول الأسهم المتداول (ETF).
- السندات: تصدر هذه الأوراق المالية من قبل الشركات أو الحكومات التي تسعى لجمع الأموال. يحقق المستثمرون عادةً أرباحًا من الدفعات النقدية العادية، ويتلقون استرداد رأس المال الخاص بهم عندما يصل السند إلى تاريخ استحقاقه. تميل السندات إلى تقديم مخاطر أقل ولكن عوائد أقل أيضًا من الأسهم.
- صناديق النقد: تمثل هذه الفئة النقد والودائع على المدى القصير. إنها ذات مخاطرة منخفضة للغاية، ولكنها تقدم عائدات أقل بكثير من الأسهم والسندات. تعد خيارًا جيدًا للاحتياجات على المدى القصير.
من المهم أن نلاحظ أن التنويع لا يمكن أن يقلل من المخاطر المنظومية أو التهديدات المتعلقة بمحفظتك المرتبطة بالاقتصاد العام.
استخدام البدائل في التنويع
بعض المستثمرين يسعون إلى التنويع خارج الفئات الأصول التقليدية. إضافة استثمارات بديلة مثل العقارات والسلع أو العملات المشفرة يمكن أن يوفر تنويعًا إضافيًا.
مخاطر الإفراط في التنويع
هناك أيضًا خطر في الإفراط في التنويع. يحدث الإفراط في التنويع عندما تنشر أموالك عبر العديد من الاستثمارات المختلفة بحيث تقلل من عوائدك دون تقليل مخاطرك بشكل كبير. يمكن أن يجعل الاستثمار الزائد في التنويع من الصعب تتبع استثماراتك ويمكن أن يؤدي بك إلى الاستثمار في أشياء لا تفهمها. كما يمكن أن يؤدي إلى رسوم أعلى، خاصة إذا كانت محفظتك تدار بشكل احترافي.
أحد الأخطاء الشائعة في الإفراط في التنويع هو الاستثمار في أصول تتداخل. لنفترض أنك تمتلك صندوق مؤشر S&P 500. ترغب في التنويع خارج S&P 500، لذا تضيف صندوق سوق الأسهم الكلي المسمى للحصول على تعرض لسوق الأسهم الأمريكية بأكملها. لن تحصل على تنويع إضافي كبير من الاحتفاظ بكلاهما، لأن أسهم S&P 500 تمثل حوالي 80٪ من سوق الأسهم الأمريكية من حيث القيمة السوقية.
كم من التنويع هو كافٍ؟
لا يوجد صيغة سحرية لمعرفة كم من التنويع هو كافٍ. يمكنك أن تمتلك مئات الأسهم ولكن لا تزال غير متنوع بشكل صحيح إذا كانت مركزة في قطاع واحد أو اثنين فقط. هنا بعض الإرشادات العامة:
كم عدد الأسهم التي يجب أن تمتلكها؟
بنجامين غراهام، رائد الاستثمار القيمي ومعلم وارن بافيت، أوصى بامتلاك ما لا يقل عن 40 سهمًا. ومع ذلك، تختلف التوصيات الحديثة بناءً على مقدار محفظتك المكونة من الأسهم الفردية. هذا لأنه من الممكن اليوم تحقيق التنويع من خلال صناديق الاستثمار المشترك وصناديق تداول الأسهم المتداولة.
كقاعدة عامة، لا ترغب في أن يمثل أي استثمار فردي أكثر من 5٪ من محفظتك. يجب الانتباه إلى أن هذا لا ينطبق على صناديق الاستثمار المشترك وصناديق تداول الأسهم المتداولة، لأنها يمكن أن تشمل المئات أو حتى الآلاف من الاستثمارات.
كم عدد صناديق الاستثمار المشترك التي يجب أن تمتلكها؟
غالبًا ما يمكنك تنويع استثماراتك بشكل كافٍ باستخدام صندوق واحد للتواريخ المستهدفة (TDF)، وهو نوع من صناديق الاستثمار المشترك الشائعة في خطط 401 (ك). يوفر صندوق التاريخ المستهدف مزيجًا من الأسهم والسندات يتم تخصيصه وفقًا لتاريخ التقاعد المخطط للمستثمر. يبدأون بتركيز أكبر على الأسهم ثم ينتقلون إلى السندات أكثر عندما يقترب موعد التقاعد الخاص بك.
وإلا، يمكنك تنويع استثماراتك من خلال امتلاك ثلاثة صناديق فقط: صندوق سوق الأسهم الشامل الذي يستثمر في سوق الأسهم الأمريكية بأكملها، وصندوق الأسهم الدولية، وصندوق سوق السندات الشامل.
كم عدد السندات التي يجب أن تمتلكها؟
يمكن أن يوفر صندوق سوق السندات الشامل واحد تعرضًا واسعًا للسندات الحكومية والشركاتية ذات تواريخ استحقاق مختلفة. على سبيل المثال، يستثمر صندوق سوق السندات الشامل لشركة Vanguard في أكثر من 10،000 سند حكومي وشركات أمريكية.
تحديد التخصيص الصحيح للسندات يعتمد على عمرك ومتى ترغب في التقاعد ومدى قبولك للمخاطر. إذا كنت تتجنب المخاطرة أو قرب التقاعد، يجب أن يكون تخصيص السندات الخاص بك أعلى مما سيكون عليه للمستثمرين الأصغر سنًا وأكثر عدوانية.
من المهم أن نلاحظ أن المحترفين الماليين كانوا يوصون تقليص عمرك من 100 للحصول على تخصيص السندات الصحيح. على سبيل المثال، إذا كان عمرك 40 عامًا وفقًا لهذا الدليل، يجب أن يكون لديك 60٪ من الأسهم و 40٪ من السندات. ولكن مع زيادة متوسط العمر، يوصى العديد الآن بطرح عمرك من 120.
ما يجب مراعاته أثناء تحديد التنويع في المحفظة
من المهم أن تأخذ في الاعتبار الصورة الكبيرة عند تحديد كمية التنويع المناسبة. هدفك هو تقليل المخاطر المالية في حالة فشل أي استثمار فردي، مع الحصول على عوائد كافية.
تعزز الأسهم نمو محفظتك، بينما توفر السندات الاستقرار. يعتمد الخليط الدقيق على الفترة الزمنية ومستوى المخاطرة الخاص بك. يمكنك الحصول على تنويع فوري من خلال صناديق الاستثمار المشترك ومن ثم إضافة استثمارات فردية تتناسب مع أهدافك. يمكن أن تضيف الأصول البديلة مثل العملات المشفرة تنويعًا إلى محفظتك وقد تسمح لك بتحقيق عوائد كبيرة، ولكن بالنسبة للمستثمر المحافظ، قد لا يكون التنويع الإضافي كافيًا لتبرير زيادة المخاطرة والتقلبات.
الأسئلة المتداولة (FAQs)
كيف يتم قياس التنويع في المحفظة؟
لا يوجد مقياس واحد. ومع ذلك، للحصول على تنويع كافٍ، ترغب في وجود أصول لديها قليل أو لا توجد ترابط، أو تلك التي لديها ترابط سلبي، وهذا يعني أنها تتحرك في اتجاهات معاكسة. انظر إلى معامل الترابط بين أي اثنين من الأصول، والذي يتراوح بين +1 إلى -1. يشير الرقم السالب إلى أن لديهم ترابط سلبي. يشير الرقم +0.0-0.4 إلى ترابط منخفض.
كيف يحمي التنويع المستثمرين؟
يحمي التنويع المستثمرين من مخاطر فشل أي استثمار فردي. يقوم الاستثمار عبر فئات الأصول المختلفة بتعزيز هذا الأمر بما يحمي من مخاطر انخفاض سوق الأسهم المستمر أو المشاكل في قطاع معين، على سبيل المثال.
هل كانت هذه الصفحة مفيدة؟
شكرًا على ملاحظاتك! أخبرنا لماذا!
Source: https://www.thebalancemoney.com/how-much-diversification-is-enough-357169
اترك تعليقاً