تدابير التقشف: التعريف، الأمثلة، هل تعمل؟

لماذا يوافق البلدان على تدابير التقشف؟

تستخدم البلدان تدابير التقشف لتجنب أزمة ديون سيادية. عندما يصبح الدائنون قلقين من أن البلد سيفشل في سداد ديونه، يحدث ذلك عندما يكون معدل الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي أكبر من 77%. هذه هي نقطة التحول، وفقًا لدراسة أجرتها البنك الدولي. توصلت الدراسة إلى أنه إذا تجاوز معدل الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي 77% لفترة طويلة، فإنه يبطئ النمو الاقتصادي. كل نقطة في المئة من الدين فوق هذا المستوى يكلف البلد 1.7% من النمو الاقتصادي.

نقطة التحول للدول الناشئة هي 64%. إذا كان معدل الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي أعلى، فسيبطئ النمو بنسبة 2% سنويًا. يبدأ الدائنون بطلب معدلات فائدة أعلى لتعويضهم عن المخاطرة الأعلى.

تعني معدلات الفائدة الأعلى أن البلد يدفع المزيد لإعادة تمويل ديونه. في نقطة ما، يدرك البلد أنه لا يمكنه تحمل الديون المتراكمة. ثم يلجأ إلى البلدان الأخرى أو صندوق النقد الدولي للحصول على قروض جديدة. وفي مقابل الإنقاذ المالي، يتطلب المقرضون الجدد تدابير التقشف. فهم لا يرغبون في تمويل الإنفاق المستمر والديون غير المستدامة.

تعيد تدابير التقشف الثقة في إدارة الميزانية للبلد المقترض. تقوم الإصلاحات المقترحة بزيادة الكفاءة ودعم القطاع الخاص الأقوى. على سبيل المثال، يعزز استهداف متهربي الضرائب الإيرادات وفي الوقت نفسه يدعم الأشخاص الذين يدفعون ضرائبهم. يجلب خصخصة الصناعات التي تملكها الدولة خبرة أجنبية. كما أنه يشجع على المخاطرة ويوسع الصناعة نفسها. إقرار ضريبة القيمة المضافة يقلل من صادرات البلد عن طريق جعلها أكثر تكلفة. وهذا يحمي الصناعات المحلية ويسمح لها بالنمو والمساهمة في الاقتصاد.

أمثلة

اليونان – في عام 2014، فرض الاتحاد الأوروبي تدابير التقشف خلال أزمة الديون اليونانية. استهدفت تدابير التقشف في اليونان إصلاح الضرائب. طالب المقرضون اليونان بإعادة تنظيم وكالة تحصيل الإيرادات لمكافحة التهرب الضريبي. استهدفت الوكالة 1700 شخص ثري وأصحاب العمل الذاتي لإجراء التدقيقات. كما قلصت عدد المكاتب ووضعت أهدافًا أداء للمديرين.

تطلبت تدابير أخرى من اليونان ما يلي:

• تقليل العمالة الحكومية العامة بمقدار 150،000 وظيفة.
• تخفيض أجور الموظفين العامين بنسبة 17٪.
• تخفيض فوائد التقاعد التي تزيد عن 1،200 يورو شهريًا بنسبة 20٪ – 40٪.
• رفع ضرائب الممتلكات بمقدار 3-16 يورو لكل متر مربع.
• إلغاء دعم وقود التدفئة.

وافقت الحكومة اليونانية على خصخصة 35 مليار يورو من الأصول المملوكة للدولة بحلول عام 2014. كما وعدت ببيع 50 مليار يورو إضافية من الأصول بحلول عام 2015. يوفر مذكرة صندوق النقد الدولي مزيدًا من التفاصيل حول هذا الأمر.

قامت التسريحات الجماعية وزيادة الضرائب وتقليص المزايا بتقليص النمو الاقتصادي. بحلول عام 2012، بلغ معدل الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في اليونان 175%، وهو أحد أعلى المعدلات في العالم. شملت ركود اليونان معدل بطالة بلغ 25٪ وفوضى سياسية ونظام مصرفي ضعيف.

الاتحاد الأوروبي – أدت أزمة الديون اليونانية إلى أزمة في منطقة اليورو. استثمر العديد من البنوك الأوروبية في الشركات اليونانية والديون السيادية. كما قامت بلدان أخرى مثل أيرلندا والبرتغال وإيطاليا بإنفاق زائد. استفادوا من أسعار فائدة منخفضة كأعضاء في منطقة اليورو. أثرت الأزمة المالية في عام 2008 على هذه البلدان بشكل كبير. نتيجة لذلك، كانت بحاجة إلى إنقاذ لتجنب الافتراض على ديونها السيادية.

إيطاليا – في عام 2011، زاد رئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني رسوم الرعاية الصحية. كما قام بتخفيض الدعم المقدم للحكومات الإقليمية وفوائد الضرائب العائلية والمعاشات للأثرياء. صوتوا ضده في الانتخابات. رفع خلفه ماريو مونتي الضرائب على الأثرياء، ورفع سن التأهيل للمعاشات، وتعقب متهربي الضرائب.

أيرلندا – في عام 2011، قامت الحكومة بتخفيض أجور موظفيها بنسبة 5٪. قلصت المعونات الاجتماعية ومزايا الأطفال وأغلقت مراكز الشرطة.

البرتغال – قامت الحكومة بتخفيض أجور العاملين الحكوميين الأعلى بنسبة 5٪. رفعت ضريبة القيمة المضافة بنسبة 1٪ وزادت الضرائب على الأثرياء. قامت بتخفيض الإنفاق العسكري والبنية التحتية. زادت عمليات الخصخصة.

إسبانيا – رفعت إسبانيا الضرائب على الأثرياء. زادت أيضًا ضرائب التبغ بنسبة 28٪.

المملكة المتحدة – قامت المملكة المتحدة بإلغاء 490،000 وظيفة حكومية، وخفضت الميزانيات بنسبة 19٪، وزادت سن التقاعد من 65 إلى 66 بحلول عام 2020. قامت بتخفيض الإعفاء الضريبي عن المعاشيين وتقليص مزايا الأطفال.

فرنسا – أغلقت الحكومة الثغرات الضريبية. قامت بسحب تدابير التحفيز الاقتصادي. زادت الضرائب على الشركات والأثرياء.

ألمانيا – قامت الحكومة الألمانية بتخفيض الدعم المقدم للآباء. قامت بإلغاء 10،000 وظيفة حكومية وزادت الضرائب على الطاقة النووية.

الولايات المتحدة – على الرغم من أنه لم يتم تسميتها بـ “تدابير التقشف”، إلا أن اقتراحات للحد من الدين الوطني الأمريكي أصبحت في صدارة الأحداث في عام 2011. أدى الجمود فيما يتعلق بهذه التدابير إلى أزمة الدين الأمريكية. أصبحت تخفيضات الإنفاق وزيادة الضرائب مسألة مثيرة للجدل. رفض الكونغرس الموافقة على ميزانية السنة المالية 2011 في أبريل 2011، مما كاد يؤدي إلى إغلاق الحكومة تقريبًا. تجنب الكارثة عندما وافقت الأطراف المعنية على لجنة ثنائية الأحزاب لدراسة المسألة. فرض الكونغرس أيضًا تقشفًا ميزانيًا إذا لم يتم حل أي شيء. ستحدث هذه القطعة الإلزامية للميزانية بنسبة 10٪، جنبًا إلى جنب مع زيادات الضرائب، في موقف يعرف بـ “الهاوية المالية”. حل الكونغرس ذلك باتفاق في اللحظة الأخيرة. أجل القطعة المالية، رفع الضرائب على الأثرياء، وسمح بانتهاء ائتمان ضريبة الرواتب بنسبة 2٪.

لماذا تعمل تدابير التقشف بندرة؟

على الرغم من نواياها، إلا أن تدابير التقشف تزيد من الدين وتبطئ النمو الاقتصادي. في عام 2012، أصدر صندوق النقد الدولي تقريرًا يفيد بأن تدابير التقشف في منطقة اليورو قد تبطئ النمو الاقتصادي وتزيد من أزمة الديون. ولكن الاتحاد الأوروبي دافع عن هذه التدابير. قال إنها استعادت الثقة في كيفية إدارة البلدان. على سبيل المثال، أسكنت تقليصات الميزانية في إيطاليا المستثمرين المقلقين، الذين قبلوا بعائد أقل على مخاطرهم. انخفضت عوائد سندات إيطاليا. أصبح من الأسهل على البلد تجديد الديون على المدى القصير.

وقت تنفيذ تدابير التقشف أمر حاسم. ليس وقتًا مناسبًا عندما يكافح البلد للخروج من الركود. ستقلل خفض الإنفاق الحكومي وتسريح العمال من النمو الاقتصادي وتزيد من معدل البطالة. الحكومة نفسها هي عنصر مهم في الناتج المحلي الإجمالي. وبالم
Source: https://www.thebalancemoney.com/austerity-measures-definition-examples-do-they-work-3306285